الرؤوس بعدد ما في رأسى من شعر وفصل كل يوم واحد منها عن جسدى فلن احني هذا الرأس الذى نذرته للحقائق القرآنية امام الزندقة والكفر المطلق، فلن اخون الوطن والامة والاسلام. فهل يجوز بعد هذا ان يقال لمثل هذا الشخص الذي لم يكن له علاقة مع أحد في مدينة (امير داغ) الا مع بضعة من اصدقاء الآخرة اضافة الى ثلاث من الذين كانوا يقومون بشؤون خدمته... أيجوز ان يقال:
ان سعيداً هذا عمل سراً في (امير داغ) كي يخل بالأمن، فقد سمم أفكار بعض افراد الشعب هناك، فقام عشرون شخصاً هناك بمدحه وكتابة مكاتيب خاصة له، مما يبرهن على انه يعمل سراً ضد النظام الثوري للحكومة؟ واستناداً الى هذه التهمة فقد اتبعت سياسة عدائية ضده وحكم عليه بالحبس الشديد لمدة سنتين حيث وضع في سجن انفرادي وفي عزلة تامة، ولم يسمحوا له بالكلام والدفاع عن نفسه في المحكمة.
لأجل كل هذا فانني احيل هؤلاء الذين عذبوني وابتعدوا هذا الابتعادعن العدالة وعن الانصاف الى ضمائرهم.
وهل يعقل وهل من الممكن ان يقوم مثل هذا الشخص الذي نال توجّه الناس اليه اكثر مما يستحقه والذي حمل الالوف على الطاعة والانقياد بخطبة واحدة، وجعل الالاف من الناس ينضمون الى جمعية الاتحاد المحمدي بمقالة واحدة منه، واستمع الى خطبته خمسون الف شخص في جامع اياصوفيا بكل تقدير .. هل يعقل وهل يمكن ان يقوم مثل هذا الشخص بعمل سري طوال ثلاث سنوات في مدينة (اميرداغ) ثم لا يوفق الاّ في اقناع بضعة اشخاص ويترك امور الآخرة وينغمس في مؤامرات السياسة فيملأ قبره - القريب منه - بالظلمات بدلاً من النور؟ أيمكن هذا؟ ان الشيطان نفسه لايمكن ان يقنع بهذا أحداً.
الرابعة: