ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 625
(459-713)

يستمعون اليها لما حدث شيئ قط.
فلا تفسحوا يا اخوتي المجال - قدر المستطاع - الى الثنائية والتفرقة، لئلا يضاف شئ آخر الى ضيق السجن وضجره. وليكن المسجونون ايضاً اخوة متحابين كطلاب النور ولا يهجرنّ بعضهم بعضاً.
سعيد النورسي
* * *
اخواني الاوفياء المخلصين!
لقد تحتم علينا بدرجة الوجوب استعمال دساتير لمعة الاخلاص وسر الاخلاص الحقيقي فيما بيننا وتجاه بعضنا البعض الاخر، ما استطعنا الى ذلك سبيلاً، وبكل ما نملك من قوة. اذ علمت بخبر يقيني انه قد عُيّن ثلاثة اشخاص، منذ ثلاثة شهور، ليلقوا الفتور فيما بين الاخوة الاوفياء هنا بإلقاء اختلاف الافكار والمشارب فيما بينهم، مستغلين تثبيط الاقوياء، وبث الشبهات والاوهام والخوف في قلوب الرقيقين منهم، القليلي الصبر والتحمل، لجعلهم يتخلون عن القيام بخدمة النور ليمددوا مدة محاكمتنا دون سبب.
فحذار.. حذار! واياكم ان تهتز تلك المحبة الصميمية الصادقة التي ربطت قلوبكم، اذ ان اهتزازاً طفيفاً في الاخوة والمحبة بقدر ذرة واحدة تضرنا ايّما ضرر. لان بعض علماء الدين في (دنيزلي) قد ابتعدوا عنا بسبب تزعزع طفيف ونحن نضحي بأرواحنا رخيصة في سبيل اخوتنا ان استوجب الامر، وهذا ما تقتضيه خدمتنا القرآنية والايمانية. لذا فلا يضجرنّ احد من الآخر مما يسببه توتر الاعصاب الناجم عن الضيق الشديد ومن اي سبب اخر، بل ليسعَ كل منكم بزيادة محبته لاخيه وزيادة صميميته واخلاصه له وليحمّل نفسه التقصير بكمال التواضع والتسليم، والا سوف نتضرر عظيم الضرر، اذ تصبح الحبة الصغيرة قبة عظيمة تستعصى على الاصلاح. اختصر الكلام هنا محيلاً الموضوع الى فراستكم.

لايوجد صوت