ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 622
(459-713)

قاتم هو:
تسلية أحدهم الآخر، وادخال السرور في قلبه، وامداد قوته المعنوية وضماد جراحات الضيق والحزن والسأم، وتلطيف قلبه المغموم، كأخ حقيقي مضح. اذ الأخوة الحقة والاخروية التي تربطكم لا تتحمل التحيز والاغاظة.
فانا اعتمد عليكم كلياً واستند اليكم، وانتم على علم بقراري وعزمي بانني عازم على ان اضحي مسروراً لأجلكم أنتم بروحي، لا براحتي وحيثيتي وشرفي وحدها، بل قد تشاهدون هذا مني فعلاً، حتى انني اقسم لكم: انه منذ ثمانية أيام يتألم قلبي من عذاب شديد، من جراء حادثة تافهة سببت دلالاً ظاهرياً بين ركنين من أركان النور وإحزان احدهما الآخر بدلاً من السلوان. فاستصرختْ روحي وقلبي وعقلي معاً، وبكت قائلة:
(اواه! اواه! الغوث الغوث يا أرحم الراحمين، احفظنا واجرنا من شياطين الجن والانس، واملأ قلوب اخواني بالوفاء التام والمحبة الخالصة والاخوة الصادقة والشفقة الكاملة) .
فيا اخوتي الثابتين الصلبين صلابة الحديد! اعينوني في مهمتي! فان قضيتنا في منتهى الدقة والحساسية، فلقد سلمت الى شخصكم المعنوي جميع مهماتي، لشدة ثقتي واطمئناني بكم، فعليكم اذن ان تسعوا - ما وسعكم - لإمدادي وعوني، فعلى الرغم من ان الحادثة تافهة جزئية، فان وقوع شعرة، مهما كانت صغيرة في عيننا تؤلم، وفي ساعتنا توقفها. ان هذه الحادثة الجزئية تعد كبيرة حيث اخبرت عنها الانفجارات الثلاثة المادية والمشاهدات الثلاث المعنوية.
سعيد النورسي
* * *

لايوجد صوت