الجديد) .. اخذتني الاقدار نفياً من مدينة الى اخرى.. وفي هذه الاثناء تولدت من صميم قلبي معاني جليلة نابعة من فيوضات القرآن الكريم.. أمليتها على مَن حولي من الاشخاص، تلك الرسائل التي اطلقت عليها (رسائل النور) انها انبعثت حقاً من نور القرآن الكريم. لذا نبع هذا الاسم من صميم وجداني، فانا على قناعة تامة ويقين جازم بان هذه الرسائل ليست مما مضغته افكاري وانما إلهام إلهي افاضه الله سبحانه على قلبي من نور القرآن الكريم، فباركت كل من استنسخها، لأنني على يقين ان لا سبيل الى حفظ ايمان الآخرين غير هذه السبيل فلا تمنع تلك الفيوضات عن المحتاجين اليها. وهكذا تلقفتها الايدي الامينة بالاستنساخ والنشر، فايقنت ان هذا تسخير رباني وسوق إلهي لحفظ ايمان المسلمين فلا يستطيع أحد ان يمنع ذلك التسخير والسوق الإلهي، فاستشعرت بضرورة تشجيع كل مَن يعمل في هذه السبيل امتثالاً بما يأمرني به ديني. فهذه الرسائل التي تربو على المائة والثلاثين رسالة لا تبحث بحثاً مقصوداً عن امور الدنيا والسياسة، وانما تخص كلياً امور الآخر ة والايمان. وعلى الرغم من كل هذا فقد اصبحت الشغل الشاغل للانتهازيين والمتصيدين في الماء العكر حتى اوقفتني السلطات في كل من (اسكي شهر) و (قسطموني) و (دنيزلي) .. واجرت المحاكم تدقيقات علمية على الرسائل. قام بها خبراء متخصصون، الا ان الحقيقة - بفضل الله سبحانه - كانت تتجلى بنصاعتها دوماً، وتتبوأ العدالة مكانتها اللائقة بها.بيد ان هؤلاء المتربصين للفرص المتصيدين في الماء العكر لم يسأموا ابداً، بل سببوا في اعتقالي في هذه المرة، وأتوا بى الى (آفيون) يسندون الي التهم الآتية وانا رهن التوقيف للاستجواب:
1- انك قد شكلت جمعية سياسية.
2- انك تنشر افكاراً تعادى النظام.
3- انك تستهدف غاية سياسية.