ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 620
(459-713)

والاسباب الموجبة لهذه الاتهامات ودلائلها هي بضع عشرة جملة في عدد من رسائلي.
ايها الوزير المحترم!
(آتوني جملة لا يمكن تأويلها، وانا احكم بها عليكم بالاعدام) قالها نابليون. ترى اية جملة يتفوّه بها الانسان لا تكون سبباً للتأويلات والجرم والذنب؟ ولاسيما من كان مثلى بالغا الخمس والسبعين من العمر وقد تخلى عن امور الدنيا ونفض يده عنها كلياً وحصر حياته كلها للآخرة. فلا بد ان تكون كتابات مثل هذا الشخص حرة طليقة، لأنها مقرونة بحسن النية وحسن الظن، فليس فيها تردد ولا تحرّج. لذا فان تحرى الجرم والتنقيب عن التهمة بالتدقيق تحت سطور هذه الكتابات، ظلم واضح فاضح لا غير.
وبناء على هذا فان رسائل النور البالغة ثلاثين ومائة رسالة، لا تتضمن قصداً ما يتعلق بامور الدنيا قط، بل كلها تتعلق بالآخرة والايمان ، فلا غرو انها مقتبسة من فيض نور القرآن الكريم، وليس فيها اية غاية وقصد دنيوي ولا سياسي قط. فما من محكمة تناولت امور هذه الرسائل الاّ وقررت تبرئتها بالقناعة نفسها. ولهذا فان إشغال المحاكم بما ليس ضرورياً لها ولا يلزمها وعزل اهل العمل المؤمنين الابرياء عن اعمالهم واشغالهم أمر مؤسف بحق البلاد والعباد.
نعم! ان سعيداً القديم الذي بذل كل حياته في سبيل اسعاد هذه الامة ونشر الأمن والسعادة في ربوع البلاد، وانسحب انسحاباً كلياً عن الدنيا بأسرها وكفّ يده عن امورها كلياً، أيمكن له ان يشتغل بالسياسة بعد ان اصبح سعيداً جديداً وبلغ من العمر الخامسة والسبعين؟ اعتقد انكم مقتنعون كذلك بهذا قناعة تامة.

لي غاية واحدة وهي:

لايوجد صوت