ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 616
(459-713)

اخوتى الاعزاء الصديقين!
انتابني اليوم قلق وحزن لأجلكم باخطار معنوى ورد الى القلب. فلقد حزنت لاحوال اخواننا الذين يرغبون في الخروج حالاً من السجن من جراء قلقهم على هموم العيش. وفي الدقيقة التي فكرت في هذا، وردت خاطرة ميمونة الى القلب مع حقيقة وبشرى هي:
ستحل الشهور الثلاثة المباركة جداً الحاملة لأثوبة عظيمة بعد خمسة ايام فالعبادات مثابة فيها باضعافها. اذ الحسنة ان كانت بعشر امثالها في سائر الاوقات ففي شهر رجب تتجاوز مائة حسنة وفي شهر شعبان تزيد على ثلاثمائة حسنة، وفي شهر رمضان المبارك ترتفع الى الألف حسنة، وفي ليالى الجمع فيه الى الآلاف، وفي ليلة القدر تصبح ثلاثين الف حسنة. نعم، ان الشهور الثلاثة سوق اخروية سامية رفيعة للتجارة، بحيث تُكسب المرء هذه الارباح والفوائد الاخروية الكثيرة جداً.. وهي مشهر عظيم ومعرض ممتاز لاهل الحقيقة والعبادة.. وهي التي تضمن عمراً لاهل الايمان بثمانين سنة خلال ثلاثة شهور.. فقضاء هذه الشهور الثلاثة في المدرسة اليوسفية التي تكسب ربحاً بعشرة امثالها. لا شك انه ربح كبير وفوز عظيم. فمهماكانت المشقات فهي عين الرحمة.
فكما ان الامر هكذا من حيث العبادة. فهي كذلك من حيث الخدمة النورية والعمل لنشر رسائل النور، اذ تتضاعف الخدمات الى خمسة اضعافها باعتبار النوعية ان لم تكن باعتبار الكمية، لان القادمين والمغادرين لدار الضيافة هذه (السجن) يصبحون وسائط لنشر دروس النور، وقد ينفع احياناً اخلاص شخص واحد بمقدار عشرين شخص. ثم انه لا اهمية ان كان هناك شئ من المشقات والمضايقات ازاء انتشار سر الاخلاص في رسائل النور بين صفوف المسجونين الذين

لايوجد صوت