ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 653
(459-713)

لأخذه الى ساحة الاعدام. ويقوم بديع الزمان الى الضابط الروسي قائلاً له بابتهاج: اسمحوا لي خمس عشرة دقيقة فقط لاؤدي واجبي.
فيقوم الى الوضوء واثناء ادائه الصلاة، يحضر نيقولا نيقولافيج ويخاطبه:
- ارجو منك المعذرة. كنت اظن انكم قمتم بعملكم هذا قصد إهانتي، فاتخذت الاجراءات القانونية بحقكم، ولكن الآن ادركت انكم تستلهمون هذا العمل من ايمانكم، وتنفذون ما تأمركم به عقيدتكم. لذا ابطلت قرار الحكم بحقكم. انكم تستحقون كل تقدير واعجاب لصلاحكم وتقواكم. ارجو المعذرة فقد ازعجتكم. واكرر رجائي مراراً: ارجو المعذرة.
ان هذه العزة الدينية،وهذه السجية الرفيعة التي هي قدوة حسنة للمسلمين جميعاً أخبر عنها احد اصحابه في معسكر الأسر، وهو برتبة نقيب، وكان شاهد عيان للحادثة.
وانا ما ان عرفت هذا حتى اغرورقت عيناي بالدموع دون اختيار مني(1).
عبد الرحيم زابسو
* * *
اخوتي!
لانقطاع شهيتي عن الطعام، ولتضرري من الهدية، ارسلت اليكم ما وقع لي من حصة الطعام وهي: ثلاث قطع من الدهن، وسلة من العنب، وكيس من التفاح، وعلبتان من الشاي والسكر. فقد كنت عازماً على ارسال شئ ما هدية لكم، ولكن علمت انه لديكم منه ايضاً. وقد قبلته لئلا تسخط عليّ مدرسة الزهراء قائلة: لم يأكل من هديتي! بيعوا هذه المواد الى المحتاجين باثمان رخيصة والى المستحقين لأنني

(1) على الرغم من ان استاذنا لم يأمرنا بأدخال هذه الفقرة التى كتبتها الجريدة فانها أدرجت هنا لانها تتضمن عبراً غالية وتستجيش المشاعر وتثير الاهتمام. (خسرو)

لايوجد صوت