ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 652
(459-713)

لا يحرك ساكناً ولا يهتم به، مما يلفت نظر القائد العام، فيرجع ويمر من امامه بحجة اخرى، فلا يكترث به ايضاً . وفي المرة الثالثة يقف امامه، وتجري بينهما المحاورة الآتية بوساطة مترجم:
- أما عرفني؟
- نعم لقد عرفته انه نيقولا نيقولافيج، خال القيصر والقائد العام لجبهة القفقاس.
- فِلمَ اذن قَصَد الاهانة؟
- كلا! معذرة. انني لم استهن به. وانما فعلت ما تأمرني به عقيدتي.
- وما ذا تأمر العقيدة؟
- انني عالم مسلم احمل في قلبي الايمان، فالذي يحمل الايمان في قلبه أفضل ممن لا يحمله. فلو انني قد قمت له احتراماً لكنت اذن قليل الاحترام لعقيدتي. ولهذا لم اقم له.
- اذن فهو باطلاقه صفة عدم الايمان عليّ يكون قد أهانني وأهان جيشي وأهان امتي والقيصر فليشكّل حالاً محكمة عسكرية للنظر في استجوابه.
وتتشكل محكمة عسكرية بناء على هذا الأمر، ويأتي الضباط الاتراك والالمان والنمساويون للالحاح على بديع الزمان بالاعتذار من القائد الروسي وطلب العفو منه إلاّ انه أجابهم بالآتي: (انني راغب في الرحيل الى دار الآخرة والمثول بين يدي الرسول الكريمy. فانا بحاجة الى جواز سفر فحسب للآخرة. ولا استطيع ان اعمل بما يخالف ايماني...)
وتجاه هذا الكلام يؤثر الجميع الصمت منتظرين النتيجة.
وتنهي المحكمة اعمالها باصدار قرار الاعدام بموجب مادة إهانة القيصر والجيش الروسي. وتحضر مفرزة يقودها ضابط روسي

لايوجد صوت