ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 649
(459-713)

ان عصابات الأرمن التي تملك فدائيين رهيبين تخشاكم، حتى انها تجنبت الاحتكاك معكم وتفرقوا بعيداً عنكم لما اعتزلتم الناس في جبل (أرك) في (وان) . ترى ما القوة التي فيكم حتى يكون الأمر هكذا؟.
فكنت أجيبهم:
ان فدائيي الأرمن الذين يقومون بهذه البطولات الخارقة، انما يقومون بها في سبيل الحصول على حياة دنيوية فانية، ولأجل كسب مصلحة مؤقتة لقومية صغيرة، وللحفاظ على سلامتها.. ونحن اذ نجابه هؤلاء، فان الطلاب الذين يسعون في سبيل الحصول على حياة باقية خالدة، ولاجل كسب مصالح ايجابية لامة الاسلام السامية العظيمة وهم الذين ايقنوا بان الأجل واحد لايتغير. فما لاشك فيه ان هؤلاء الطلاب لايتخلفون عن اولئك الفدائيين. بل اذا لزم الامر يفدون بحياتهم وبأجلهم المحتوم، بعمر لايعدو بضع سنوات ظاهرية، في سبيل الفوز بملايين السنوات من العمر الخالد، وفي سبيل الحفاظ على سلامة مليارات من الناس المؤمنين الأتقياء.. يفدونها دون تردد، وبكل فخر واعتزاز.
* * *
اخواني الاعزاء ذوي الشفقة والوفاء!
لقد اشتد عليّ منذ يومين أثر الرشحة (الزكام) سواء في رأسي وفي اعصابي. ففي مثل هذه الحالات اشعر بحاجة الى الانس بالاصدقاء والتسلي بلقائهم ولكن ضايقتني وحشة الانفراد والتجريد العجيب مضايقة شديدة، فورد الى القلب شكوى على هذه الصورة.
لِمَ هذا التعذيب؟ وما فائدته لخدمتنا في سبيل القرآن والايمان؟
وفجأة اُخطر للقلب صباح هذا اليوم، الآتي:
ان دخولكم هذا الامتحان القاسي، وتمييزكم الدقيق في المحك مرات عدة ليخلص الذهب عن النحاس، واختباركم من كل جانب

لايوجد صوت