ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 650
(459-713)

وناحية بتجارب ظالمة لمعرفة مدى بقاء حظوظ نفوسكم الامارة ودسائسها ومن ثم تمحيصكم بثلاث ممحصات، كان ضرورياً جداً لخدمتكم التي هي خالصة لوجه الحق والحقيقة، لذا سمح القدر الالهي والعناية الربانية به، لان الاعلان عن هذه الخدمة السامية، في ميدان امتحان كهذا، تجاه معارضين عنيدين ظلمة يتشبثون بأتفه حجة.. جعل الناس يفهمون: ان هذه الخدمة القرآنية نابعة من الحق والحقيقة مباشرة، ولا تداخلها حيلة ولا خداع ولا أنانية ولا غرور، ولا غرض شخصي ولا منافع دنيوية واخروية، اذ ما كان عوام المؤمنين يثقون بها لولا هذا الامتحان، حيث كان لسان حالهم يقول: ربما يقولون ليغرروا بنا ويخدعوننا. ويرتاب خواص المؤمنين ويقولون: ربما يعملون هكذا وصولاً الى مقامات معينة، وكسباً لثقة الناس بهم ونيلاً للاعجاب، كما يفعله بعض أهل المقامات المعنوية. وعندئذ لا يثقون بالخدمة. ولكن بعد الابتلاء، اضطر حتى اعتى عنيد مرتاب الى التسليم بالامر. لذا ان كانت مشقتكم واحدة فان ربحكم ألف ان شاء الله.
سعيد النورسي
* * *
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الصديقين!
ان اعلان الحادثة التي وقعت اثناء أسري في روسيا(1) في الجريدة، قد زيّد من توجه الناس واقبالهم رغم شدة المنع والسعي لتجنيب الناس عنّا. وقد قال رئيس الحراس: ان ثلاثة اشخاص رسميين قد قالوا أمس في فناء السجن وهم من المؤيدين لإنزال الاهانات بنا ولاسيما بي: عندما يظهر سعيد من النافذة يتجمع الناس

(1) المقصود عدم قيام الاستاذ النورسي للقائد الروسي - المترجم

لايوجد صوت