ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 796
(714-806)

اعتدة قليلة وطلقات محدودة.ولو طلب من ذلك الجندي ما يؤديه الجندي المستند المذكور من اعمال للزم وجود قوة جيش كامل في ساعده ومداخر أعتدة السلطان على ظهره!.
كذلك الامر، فان سلطان الازل والابد، الصانع القدير، من حيث واحدية سلطنته وواحدية حاكميته المطلقة يدير الكون بسهولة ادارة مدينة واحدة ويخلق الربيع بسهولة خلق حديقة واحدة، ويحيي جميع الموتى في الحشر بسهولة خلق اوراق اشجار تلك الحديقة وازاهيرها وثمراتها في الربيع المقبل ويخلق الذباب بنظام نسر عظيم في سهولة ويسر، ويجعل انساناً في حكم كون عظيم بسهولة ويسر ايضاً.
بينما اذا اسند الامر الى الاسباب فان خلق جرثومة واحدة يكون صعباً بصعوبة خلق كركدن عظيم وخلق ثمرة من الثمرات بصعوبة خلق شجرة كاملة ذات مشكلات.. بل يلزم ان يُعطى كل ذرة من الذرات العاملة في وظائف عجيبة في حجيرات جسم الكائن الحي بصراً تبصر به كل شئ وعلماً تدرك به كل شئ، لتؤدي تلك الوظائف الحياتية الدقيقة المتقنة.
ثم ان اليسر والسهولة يبلغان في الوحدة بدرجة، بحيث تسهل ورود تجهيزات جيش كامل من يدٍ واحدة من مصنع واحد، كسهولة تجهيز جندي واحد بالمعدات العسكرية، واذا ما تدخلت ايدٍ مختلفة اخرى واُخذ كل جهاز من تلك الاجهزة المتنوعة من مصانع متباينة، فان تجهيز جندي واحد - من حيث الكمية - لايمكن إلاّ بألف مشكلة ومشكلة اذ تصعب الامور الى صعوبة تجهيز الف جندي حيث يتدخل امراء متعددون وضباط عديدون.
ثم ان ادارة الف جندي والآمرية عليهم اذا اسندت الى ضابط واحد، تسهل سهولة ادارة جندي واحد، من جهة، بينما اذا تركت الادارة الى عشرة ضباط او الى الجنود انفسهم، فيحدث كثير من الاختلاطات والفوضى والمشكلات.

لايوجد صوت