ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع | 72
(71-109)

بسْمِ الله الرّحمنِ الرّحيم
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾

حينما جرّدني ارباب الدنيا من كل شئ، وقعتُ في خمسة ألوان من الغُربة، وانتابتني خمسة انواع من الامراض الناشئة من الآلام والعنت في زمن الشيخوخة. ولم التفت الى ما في رسائل النور من انوار مسلّية وامدادات مشوّقة - جراء غفلة اورثها الضجر والضيق - وانما نظرت مباشرة الى قلبي وتحسست روحي، فرأيت:
انه يسيطر عليّ عشق في منتهى القوة للبقاء، وتهيمن علىّ محبة شديدة للوجود، ويتحكّم فيّ شوق عظيم للحياة، مع ما يكمن فيّ من عجز لاحدّ له وفقر لانهاية له. غير ان فناءً مهولاً يطفئ ذلك البقاء ويزيله، فقلت - في حالتي هذه - مثلما قال الشاعر المحترق الفؤاد(1):
حكمة الإله تقضي فناء الجسد ، والقلب توّاقٌ الى الابد،
لهف نفسي من بلاءٍ وكمد، حار لقمان في ايجاد الضمد..
فطأطأت رأسي يائساً، واذا بالآية الكريمة ﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوَكيل﴾ تغيثني قائلة: 
(1) المقصود الشاعر نيازي المصري (1618- 1694م) شاعر صوفي تركي ولد في قرية قريبة لولاية (ملاطية). اكمل دراسته في الازهر الشريف فلقب بـ(المصري) له ديوان شعر ومؤلفات منها: رسالة الحسنين، موائد العرفان وعوائد الاحسان، هداية الاخوان. تولى الارشاد في مدارس استانبول العلمية.(انظر: اللمعات - اللمعة/26).

لايوجد صوت