اللمعات | اللمعة السابعة | 49
(40-50)

ثم تعّين بجهة بلمعة اعجاز أئمة تلك الاقسام في المستقبل واوضاعهم بنوع من إخبار غيبي.
نعم! كما أن لفظ ﴿مِنَ النَبيينَ﴾ ينظر صراحة الى الرسول الكريم y فان فقرة ﴿والصدّيقينَ﴾ تنظر الى ابي بكر الصديق، مشيرة الى أنه الشخص الثاني بعد الرسول الكريم y ، واول من يخلفه. وان اسم الصدّيق عنوانه الخاص الذي لقّب به وهو المعروف لدى الأمة جميعاً. وانه سيكون على رأس الصديقين.
كما تشير بكلمة ﴿والشُهَداءِ﴾ الى عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين وتفيد افادة غيبية ان هؤلاء الثلاثة سينالون الخلافة بعد الصديق رضي الله عنه، وانهم سيستشهدون. مما يزيد فضيلة الى فضائلهم.
وكما تشير بكلمة ﴿والصالحين﴾ الى اصحاب الصفة وبدر، وبيعة الرضوان وتشوّق بجملة ﴿وحَسُنَ أولئكَ رَفيقاً﴾ وبمعناه الصريح على اتباعهم وتبين جمال اتباع التابعين لهم وحُسنه مشيرةً بالمعنى الإشاري الى الحسن رضي الله عنه انه خامس الخلفاء الأربعة، مصدقة حكم الحديث الشريف: (الخلافة بعدي في امتي ثلاثون سنة)(1). فمع قصر مدة خلافته فهي عظيمة الشأن.
الحاصل:
ان الآية الأخيرة من سورة الفتح تنظر الى الخلفاء الأربعة كما تنظر هذه الآية وتشير الى مستقبل اوضاعهم وتؤيدها بنوع من الاخبار الغيبي.

-------------------

(1) صحيح: عن سفينة ان الرسول y قال:
(الخلافة بعدي في امتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك) رواه احمد والترمذي وابو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه (صحيح الجامع الصغير برقم 3336 قال المحقق: صحيح) (الفتح الرباني للساعاتي: 23/10) وفي سلسلة الاحاديث الصحيحة 460 بعدة سياقات.

لايوجد صوت