تتمة
﴿ولهديناهُم صراطاً مُستَقيماً ومَن يُطع الله والرسولَ فأولئكَ مَع الذينَ أنعَم الله عليهم مِنَ النَبيينَ والصِدّيقينَ والشُهداء والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رَفيقاً﴾(النساء:68-69)
نشير الى نكتتين فقط من بين الوف نكات هذه الآية الكريمة:
النكتة الاولى:
ان القرآن الكريم مثلما يبين الحقائق بمفاهيمه وبمعناه الصريح يفيد كذلك معاني اشارية كثيرة باساليبه وهيئاته. فلكل آية طبقات كثيرة من المعاني؛ ولان القرآن الكريم قد نزل من العلم المحيط، فيمكن ان تكون جميع معانيه مرادة، اذ معاني القرآن لاتنحصر في واحد او اثنين من المعاني كما ينحصر كلام الانسان الحاصل بإرادته الشخصية وبفكره الجزئي المحدود.
فبناءً على هذا السر فقد بيّن المفسرون مالا يحد من الحقائق لآيات القرآن.
وهناك حقائق كثيرة جداً لم يبينها المفسرون بعدُ. ولاسيما حروف القرآن واشاراته ففيها علومٌ مهمة سوى معانيه الصريحة..
النكتة الثانية:
تبين هذه الآية الكريمة:
﴿مِنَ النَبيينَ والصدّيقينَ والشُهَداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رَفيقاً﴾ (النساء:69)
ان اهل الصراط المستقيم والمنعم عليهم بالنعم الإلهية حقاً هم طائفة الأنبياء وقافلة الصديقين وجماعة الشهداء واصناف الصالحين وانواع التابعين. فكما تبين الآية هذه الحقيقة فهي تفيد صراحة اكملَ مَن في تلك الاقسام الخمسة في عالم الإسلام وتدل على أئمة تلك الاقسام الخمسة وعلى رؤسائهم المتقدمين بذكر صفاتهم المشهورة.