اللمعات | اللمعة السابعة | 45
(40-50)

ان اخبار مافي الانجيل من اوصاف الصحابة الكرام اخبار هي في حكم الغيب بالنسبة لرسول امي y.
نعم! لقد وردت آيات في الانجيل تصف الرسول الذي سيأتي في آخر الزمان مثل: (ومعه قضيب من حديد وامته كذلك) بمعنى انه صاحب سيف ويأمر بالجهاد واصحابه كذلك اصحاب السيوف ومأمورون بالجهاد وليس كسيدنا عيسى عليه السلام الذي لم يك صاحب سيف. فضلاً عن أن ذلك الموصوف معه قضيب من حديد سيصبح سيد العالم، لأن آية في الانجيل تقول: (سأذهب كي يجىء سيد العالم).
فنفهم من هاتين الفقرتين من الانجيل: ان الصحابة الكرام وإن بدا عليهم في بادىء الامر ضعف وقلة الاّ انهم سينمون نمو البذرة النابتة وسيعلون كالنبات النامي الناشىء ويقوون حتى يغتاظ منهم الكفار، بل يرُضخون العالم بسيوفهم فيثبتون ان سيدهم الرسول الكريم هو سيد العالم. وهذا المعنى الذي تفيده آية الانجيل هي معنى الآية في ختام سورة الفتح.
الوجه الثاني:
تفيد هذه الفقرة: ان الصحابة الكرام وان كانوا قد قبلوا بصلح الحديبية، لقلتهم وضعفهم آنذاك فانهم بعد فترة وجيزة يكسبون بسرعة قوة وهيبة بحيث ان البشرية التي انبتتها يد القدرة الإلهية في مزرعة الارض تكون سنابلها قصيرة وناقصة وممحوقة بسبب غفلتهم ازاء سنابلهم العالية الشامخة القوية المثمرة المباركة، حتى انهم يكونون من القوة والكثرة بحيث يتركون دولاً كبرى تتلظى بنار غيظها وحسدها.
نعم ان المستقبل قد بين هذا الاخبار الغيبي باسطع صورة. وفي هذا الاخبار الغيبي ايماء خفي ايضاً وهو:
انه لما اثنى على الصحابة الكرام لما يتحلون به من خصال فاضلة مهمة كان المقام يلزم وعد ثواب عظيم ومكافأة جليلة لهم، الاّ

لايوجد صوت