اللمعات | اللمعة السابعة | 43
(40-50)

هذه الآية صريحة في معناها من ان الصحابة الكرام هم افضل بني الانسان بعد الانبياء عليهم السلام لما يتحلون به من سجايا سامية ومزايا راقية، وفي الوقت نفسه تبين ما تتصف به طبقات الصحابة في المستقبل من صفات ممتازة مختلفة خاصة بهم، كما تبين بالمعنى الاشارى – لدى اهل التحقيق – الى ترتيب الخلفاء الذين سيخلفون مقام النبي y بعد وفاته، فضلاً عن اخبارها عن ابرز صفة خاصة بكل منهم مما اشتهروا به.
وذلك: فان قوله تعالى: ﴿والذينَ مَعَه﴾ يدل على سيدنا الصديق رضي الله عنه المتصف بالمعية المخصوصة والصحبة الخاصة، بل بوفاته اولاً دخل ضمن معيته ايضاً.
كما ان قوله تعالى: ﴿اشداءُ على الكُفّار﴾ يدل على سيدنا عمر رضي الله عنه الذي سيهز دول العالم ويرعبهم بفتوحاته، وسيشتهر بعدالته على الظالمين كالصاعقة.
وتخبر الآية بلفظ ﴿رحماء بينهم﴾ عن سيدنا عثمان رضي الله عنه الذي لم يرض باراقة الدماء بين المسلمين حينما كانت تتهيأ اعظم فتنة في التأريخ، ففضّل بكمال رحمته ورأفته ان يضحي بروحه ويسلم نفسه للموت، واستشهد مظلوماً وهو يتلو القرآن الكريم.
كما ان قوله تعالى: ﴿تَريٰهم رُكّعاً سُجّداً يَبتَغُونَ فَضْلاً منَ الله ورِضواناً﴾ يشير الى اوضاع سيدنا علي رضي الله عنه الذي باشر مهام الخلافة بكمال الاستحقاق والاهلية وهو في كمال الزهد والعبادة والفقر والاقتصاد واختار الدوام على السجود والركوع كما هو مصدّق عند الناس. فضلاً عن اخبارها أنه لا يكون مسؤولاً عن حروبه التي دخلها في تلك الفترة وفي المستقبل، والذي كان يبتغي فيها فضلاً من الله ورضواناً.
 الوجه السادس:
﴿ذلك مَثَلهم في التَوريٰة﴾ هذه الجهة فيها اخبار غيبي بجهتين:
الجهة الاولى:

لايوجد صوت