اللمعات | اللمعة السابعة | 41
(40-50)

قوله تعالى: ﴿لَقدْ صَدَق الله رَسُوله الرُؤيا بالحق لَتَدْخُلُنّ المسْجدَ الحرامَ إن شَاء الله آمنينَ ... ﴾ الخ الآية، تخبر اخباراً قاطعاً عن فتح مكة قبل وقوعه. وقد فتحت فعلاً بعد سنتين كما اخبرت هذه الآية.
 الوجه الثاني:
قوله تعالى: ﴿فَجَعلَ مِنْ دون ذلك فتحاً قريباً﴾
تنبىء هذه الآية: ان صلح الحديبية وإن بدا ظاهراً انه ليس في صالح المسلمين وان لقريش ظهوراً على المسلمين الى حدٍ ما، الاّ أنه سيكون بمثابة فتح معنوي مبين، ومفتاحاً لبقية الفتوحات. وان السيوف المادية وان دخلت أغمادها في الواقع الاّ أن القرآن الكريم قد سلّ سيفه الالماسي البارق وفتح القلوب والعقول، اذ بسبب الصلح اندمجت القبائل فيما بينها واختلطت فاستولت فضائل الإسلام على العناد فمزّقت انوارُ القرآن حجبَ التعصب القومي الذميم.
فمثلاً: ان داهية الحرب خالد بن الوليد وداهية السياسة عمرو بن العاص اللذين يأبيان أن يُغلبا، غلبهما سيف القرآن الذي سطع في صلح الحديبية، حتى سارا معاً الى المدينة المنورة وسلما الإسلام رقابهما، وانقادا اليه انقياد خضوع وطاعة حتى اصبح خالد بن الوليد سيف الله المسلول تفتح به الفتوحات الإسلامية.
سؤال مهم:
ان صحابة الرسول الكريم، وهو حبيب رب العالمين وسيد الكونين y، قد غُلبوا امام المشركين في نهاية معركة اُحد وبداية معركة حنين. فما الحكمة في هذا؟
الجواب: لأنه حينذاك كان بين المشركين كثيرون من امثال خالد بن الوليد، ممن سيكونون في المستقبل مثل كبار الصحابة في ذلك الزمان، فلأجل الاّ تُكسر عزّتُهم كلياً اقتضت حكمة الله ان تكافأهم مكافأة عاجلة لحسناتهم المستقبلية، بمعنى ان صحابةً في الماضي غُلبوا امام صحابة في المستقبل، لئلا يدخل هؤلاء – أي صحابة

لايوجد صوت