انها تخبر عن اوصاف الصحابة الواردة في التوراة، وهي في حكم الغيب بالنسبة لرسول أمي y. اذ قد وضح في المكتوب التاسع عشر ان في التوراة وصفاً لصحابة الرسول الذي سيأتي في آخر الزمان (معه الوف الاطهار) في يمينه او (معه رايات القديسين) بمعنى ان اصحابه مطيعون وعبّاد صالحون واولياء لله حتى يوصفون بالقديسين الاطهار.
فعلى الرغم مما طرأ من تحريفات كثيرة على التوراة بسبب ترجماتها العديدة لألسنة متنوعة، فانها مازالت تصدّق بآيات كثيرة منها هذه الآية الكريمة في ختام سورة الفتح ﴿مَثَلهم في التَوريٰة﴾.
الجهة الثانية من الاخبار الغيبي هي:
ان ﴿مَثَلهم في التَوريٰة…﴾ تخبر عن ان الصحابة الكرام والتابعين سيبلغون مرتبة من العبادة بحيث أن ما في ارواحهم من نور سيشع على وجوهم وستظهر على جباههم علامة ولايتهم وصلاحهم بكثرة السجود لله.
نعم، فلقد صدّق المستقبل هذا بكل يقين ووضوح وجلاء فان زين العابدين رضي الله عنه الذي كان يصلي الف ركعة ليلاً ونهاراً وطاووساً اليماني رضي الله عنه الذي صلى الفجر بوضوء العشاء طوال اربعين سنة، رغم التقلبات السياسية والاوضاع المضطربة، وكثيرين كثيرين امثالهما قد بينّوا سراً من اسرار هذه الآية الكريمة: ﴿مَثَلهم في التَوريٰة﴾.
الوجه السابع:
﴿وَمَثلهم في الانجيلِ كزَرعٍ أخرَجَ شَطْئَهُ فآزَرَهُ فاستَغلَظَ فاستَوى عَلى سُوقِهِ يُعجبُ الزرّاعَ ليَغيظَ بهمُ الكُفّارَ﴾.
هذه الفقرة ايضاً فيها اخبار غيبي بجهتين:
اولاها: