اللمعات | اللمعة الثانية عشرة | 114
(105-118)

الحديث الشريف (ان السماء موج مكفوف)(1) أي كبحر استقرت امواجه. هذه الحقيقة نثبتها بسبع قواعد وبسبعة وجوه من المعاني، وباختصار شديد:
القاعدة الاولى:
انه قد ثبت علماً وفلسفة (حكمة) ان هذا الفضاء الوسيع مملوء بمادة تُسمى الاثير، وليس خالياً فارغاً لانهاية له.
القاعدة الثانية:
انه ثابت علماً وعقلاً بل مشاهدةً؛ ان رابطة قوانين الاجرام العلوية – كالجاذبية والدافعة – وناشرةَ القوى الموجودة في المادة وناقلتَها – كالضياء والحرارة والكهرباء – انما هي مادة موجودة في ذلك الفضاء مالئة له.
القاعدة الثالثة:
انه ثابت بالتجارب ان مادة الاثير – مع بقائها أثيراً – لها انماط مختلفة من الاشكال ولها صور متنوعة كسائر المواد، فكما يحصل ثلاثة انواع من اشكال المواد:
الغازية والسائلة والصلبة من المادة نفسها كالبخار والماء والثلج، كذلك لا مانع عقلاً من أن تكون سبعة انواع من الطبقات من مادة اثيرية، ولا اعتراض عليه.
القاعدة الرابعة:
انه لو اُنعم النظر في الاجرام العلوية يُرى في طبقاتها تخالفٌ، فكما ان الطبقة التي تحوي درب التبانة المشاهد كسحاب، لا تشبه

-----------------

(1) جزء من حديث اخرجه الامام احمد في مسنده (2/370) والترمذي برقم (3298) وفي تحفة الاحوذي برقم (3352) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. عزاه صاحب التحفة لأحمد وابن ابي حاتم والبزار، وفي مجمع الزوائد (8/132) جزء من حديث رواه الطبراني في الاوسط، وفيه ابو جعفر الرازي، وثقه ابو حاتم وغيره وضعّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. وانظر فيه (7/121) وتفسير ابن كثير سورة الحديد.

لايوجد صوت