اللمعات | اللمعة الثانية عشرة | 116
(105-118)

ان القدير ذا الجلال خلق سبع سموات طباقاً من مادة الاثير، وسوّاها ونظمها بنظام عجيب دقيق، وزرع فيها النجوم. ولما كان القرآن الكريم خطاباً ازلياً للجن والانس بطبقاتهم كافة، فكل طبقة من البشر تأخذ اذاً حصتها من كل آية من القرآن الكريم، وكل آية ايضاً تُشبع أفهام كل طبقة من الناس، أي لكل آية معان متنوعة متعددة ضمناً واشارة.
نعم! ان سعة خطاب القرآن وشمول معانيه واشاراته ومراعاته درجات افهام الطبقات عامة ومداركهم من ادنى العوام الى اخص الخواص تبين: ان كل آية لها وجه متوجه الى كل طبقة من الناس.
ولأجل هذا فقد فَهمتْ سبعُ طبقات بشرية سبع طبقات مختلفة من المعاني ضمن المعنى الكلي للآية الكريمة: ﴿سبعَ سموات..﴾(البقرة:29) . كالآتي:
بفهم ذوو النظر القاصر والفكر المحدود من الناس انها: طبقات الهواء النسيمية.
والذين اغتروا بعلم الفلك يفهمونها: النجوم المعروفة بالسيارات السبع ومداراتها لدى الناس.
ومن الناس من يفهمها: سبع كرات سماوية اخرى شبيهة بارضنا التي هي مقر ذوي الحياة.
وتفهمها طائفة من البشر: سبع منظومات شمسية اولاها منظومتنا هذه وانقسام المنظومة الشمسية الى سبع طبقات.
وطائفة اخرى من البشر تفهمها: انقسام تشكلات الاثير الى سبع طبقات.
وطبقة اخرى واسع الادراك والفهم، تفهم: ان السموات المرئية كلها، المرصعة بالنجوم ليست الاّ سماء واحدة وهي السماء الدنيا، وهناك ست سموات اخرى فوقها لا تُرى.

لايوجد صوت