اللمعات | اللمعة الخامسة عشرة | 191
(173-192)

اشتهر لدى العوام والخواص من لطائف الانسان العشر منسجمة مع اللطائف العشر لدى ارباب الطرق الصوفية. فمثلاً: الوجدان والاعصاب والحس والعقل والهوى والقوى الشهوية والقوة الغضبية، اذا الحقت هذه اللطائف بالقلب والروح والسر، تُظهر اللطائف العشر في صورة اخرى. وهناك لطائف اخرى كثيرة غير هذه اللطائف، امثال: السائقة، الشائقة، الحس قبل الوقوع.
فلو كتبت حقيقة هذه المسألة لطالت كثيراً، لذا اضطر الى قطع التفاصيل نظراً لضيق وقتي.
اما سؤالك الثاني الذي يتعلق ببحث المعنى الاسمي والمعنى الحرفي، فمثلما اشارت كتب النحو عامة اليه في بداياتها، فقد وضحته توضيحاً كافياً بالامثلة كتب علم الحقيقة كالكلمات والمكتوبات ويعدّ من الاسراف الاسهاب في الايضاح لمن يملك ذكاءً ودقة ملاحظة مثلك.
فانك اذا نظرت الى المرآة من حيث انها زجاجة، ترى مادتها الزجاجية، وتكون الصورة المتمثلة فيها شيء ثانوي، بينما ان كان القصد من النظر الى المرآة رؤية الصورة المتمثلة فيها، فالصورة تتوضح امامك حتى تدفعك الى القول: ﴿فتبارك الله احسن الخالقين﴾(المؤمنون:14) بينما تبقى زجاجة المرآة أمر ثانوي.
النظرة الأولى تمثل (المعنى الاسمي) أي: زجاجة المرآة معنى مقصود، وصورة الشخص المتمثلة فيها (معنى حرفي) غير مقصود.
أما النظرة الثانية فصورة الشخص هي المقصود، فهي اذن معنى (إسمى) أما الزجاج فمعنى (حرفي).
وهكذا ورد في كتب النحو تعريف الاسم أنه: دلّ على معنى في نفسه. أما الحرف فهو: ما دلّ على معنى في غيره.
فالنظر القرآنية الى الموجودات تجعل الموجودات جميعها حروفاً، أي انها تعبر عن معنى في غيرها، بمعنى انها تعبتّر عن

لايوجد صوت