يدل على وحدته سبحانه وأحديته وصمديته، اذ الجين يشهد على وحدانية خالقه وصانعه بتطابق اعضائه الاساس وتوافق اجهزته الانسانية مع سائر البشر. فذلك الجنين ينادي بصراحة هذا اللسان قائلاً: من الذي وهب لي هذه السيماء في الاعضاء هو ذلك الصانع الذي وهب لجميع البشر الذين يشبهونني في أساسات الاعضاء. وهو سبحانه صانع جميع ذوي الحياة.
فهذا اللسان الذي يدل به الجنين على الصانع الجليل ليس لساناً غيبياً، بل هو معلوم يمكن معرفته والوصول اليه، حيث انه يتبع قاعدة مطردة ويسير على وفق نظام معين ويستند الى نوعية الجنين، فهذا العلم لسان ناطق وغصن قد تدلى من عالم الغيب الى عالم الشهادة.
الجهة الثانية:
وهي ان الجنين ينادي بلسان سيماء استعداداته الخاصة وسيماء وجهه الشخصية فيدل على اختيار صانعه ومشيئته المطلقة وارادته الخاصة ورحمته الخاصة. فهذا اللسان لسان غيبي آت من هناك، فلا يستطيع ان يراه احد قبل وجوده غير العلم الازلي، ولا يمكن ان يحيط به سواه. فبمشاهدة جهاز من الف جهاز من سيماء الجنين في الرحم، لا يُعلم هذا الانسان.
الحاصل:
ان سيماء الاستعدادات في الجنين، وسيماء وجهه دليل الوحدانية وحجة الاختيار والارادة الإلهية.
وستكتب إن وفق الله تعالى بضع نكات حول المغيبات الخمسة. اذ لا يسمح الوقت الحاضر ولا حالتي باكثر من هذا. واختم كلامي.
الباقي هو الباقي
سعيد النورسي