اللمعات | اللمعة الثانية والعشرون | 298
(287-298)

القدر الإلهي واقول: لماذا سلط القدر الإلهي هؤلاء عليّ؟ فاتحرى بهذا السؤال عن دسائس نفسي.
ففي كل مرة، كنت افهم، إما انها مالت فطرياً الى الغرور والتكبر من غير شعور مني. او انها غرّتني على علم.
فكنت اقول حينذاك: ان القدر الإلهي قد عدل في حقي من خلال ظلم اولئك الظالمين. فمنها:
في هذا الصيف، اركبني اصدقائي حصاناً جميلاً، فذهبت به الى متنزه، وما ان تنبهت رغبة في نفسي نحو اذواق دنيوية مشوبة بالغرور من غير شعور مني حتى تعرض اهل الدنيا لتلك الرغبة بشدة بحيث قطعوا دابرها بل دابر كثير من رغبات اخرى في النفس.
وفي هذه المرة، بعد شهر رمضان المبارك وفي جو من اخلاص الاخوة الكرام وتقواهم واحترام الزائرين وحسن ظنهم، عقب الالتفات الذي اولاه إمام عظيم سامٍ من السابقين نحونا بكرامة غيبية، رغبت نفسي في ان تتقلد – دون شعور مني – حالة غرور ممزوج بالرياء، فأبدت رغبَتها مفتخرة تحت ستار الشكر، وفي هذه الاثناء تعّرض ليَ فجأة اهل الدنيا بحساسية شديدة، حتى كأنها تتحسس ذرات الرياء.
فالى المولى القدير ابتهل شاكراً لأنعمه، إذ اصبح ظلم هؤلاء وسيلة للاخلاص.
﴿وقُل ربِ أعوذُ بكَ من هَمزاتِ الشياطين  وأعوذُ بك ربِ أن يحضُرون﴾(المؤمنون:97-98).
اللهم يا حافظ يا حفيظ يا خير الحافظين، احفظني واحفظ رفقائي من شر النفس والشيطان ومن شر الجن والانسان ومن شر اهل الضلالة واهل الطغيان. آمين.. آمين.. آمين.

﴿سُبحَانَكَ لاعِلمَ لنا إلاّ ما عَلمْتَنا إنك أنتَ العَليمُ الحَكيمُ

لايوجد صوت