اكفهم متضرعين الى الله الرحيم الذي لا يردّ دعوات الشيوخ الطيبين…
بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيْمِ
﴿كهيعص ذِكرُ رَحأْمَتِ رَبكَ عَبدَهُ زكريا إذْ نادى رَبهُ نِداءً خَفِياً قال ربّ إني وهَنَ العظمُ مِني واشَتعَلَ الرَّأسُ شَيباً ولَمْ أكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِياً﴾
(مريم:1-4)
(هذه اللمعة عبارة عن ستة وعشرين رجاء)
الرجاء الاول
يا من بلغتم سنّ الكمال، ايها الاخوة الشيوخ الاعزاء، ويا ايتها الاخوات العجائز المحترمات! انني مثلكم شيخ كبير، سأكتب لكم بعض مامرّ عليّ من احوال، وما وجدته بين حين وآخر من ابواب الامل، وبوارق الرجاء في عهد الشيخوخة، لعلكم تشاركونني في انوار السلوة المشعة من تلكم الرجايا والآمال. ان ما رأيته من الضياء، وما فتحه الله عليّ من ابواب النور والرجاء، انما شاهدته حسب استعدادي الناقص وقابلياتي المشوشة، وستجعل استعداداتكم الخالصة الصافية – بإذن الله – ذلك الضياء اسطع وأبهر مما رأيته، وذلكم الرجاء اقوى وامتن مما وجدته.
ولاريب انّ منبع ماسنذكره من الاضواء ومصدر ما سنورده من الرجايا ما هو الاّ (الإيمان).
الرجاء الثاني
حينما شارفت على الشيخوخة، وفي احد ايام الخريف، وفي وقت العصر، نظرت الى الدنيا من فوق ذروة جبل، فشعرت فجأة حالة في