اللمعات | اللمعة السادسة والعشرون | 389
(384-464)

ومرشد عقولهم، ومحبوب قلوبهم، والذي يُرفع الى صحيفة حسناته يومياً امثال ما قدمت أمته من حسنات، اذ (السبب كالفاعل) والذي هو مدار المقاصد الربانية، ومحور الغايات الإلهية السامية في الكون، والذي هو السبب لرقي قيمة الموجودات وسموها، ذلك الرسول الاكرم y ، فكما أنه قال في الدقائق الاولى التي تشرّف العالم به (امتي.. امتي..) كما ورد في الروايات الصحيحة والكشفيات الصادقة، فانه y يقول في المحشر ايضاً: (امتي.. امتي..) ويسعى بشفاعته الى امداد امته واغاثتها باعظم رحمة واسماها واقدسها واعلاها، في الوقت الذي يقول كلّ فرد من الجموع العظيمة: (نفسي.. نفسي). فنحن اذن ذاهبون الى العالم الذي ارتحل اليه هذا النبي الكريم، راحلون الى العالم الذي استنار بنور ذلك السراج المنير وبمن حوله من نجوم الاصفياء والاولياء الذين لايحصرهم العد.
نعم، ان اتباع السنة الشريفة لهذا النبي الكريم y هو الذي يقود الى الانضواء تحت لواء شفاعته والاقتباس من انواره، والنجاة من ظلمات البرزخ.
الرجاء الرابع
حينما وطأت قدماي عتبة الشيخوخة، كانت صحتي الجسدية التي ترخي عنان الغفلة وتمدّها قد اعتلت ايضاً فاتفقت الشيخوخة والمرض معاً على شن الجوم عليّ، ومازالا يكيلان على راسي الضربات تلو الضربات حتى أذهبا نوم الغفلة عني. ولم يكن لي ثمة ما يربطني بالدنيا من مال وبنين وما شابههما، فوجدت ان عصارة عمري الذي اضعته بغفلة الشباب، انما هي آثام وذنوب، فاستغثتُ صائحاً مثلما صاح نيازي المصري:

ذهب العُمر هباءً، لم أفز فيه بشيء

لايوجد صوت