ولقد جئت اسير الدرب، لكنْ
رحل الرّكبُ بعيداً
وبقيتْ
ذلك النائي الغريب
وبكيتْ
همتُ وحدي تائهاً اطوي الطريق
وبعينيّ ينابيع الدموع
وبصدري حرقة الشوق
حار عقلي..!
كنت حينها في غربة مضنية، فشعرت بحزن يائس، واسف نادم، وحسرة ملتاعة على ما فات من العمر. صرخت من اعماقي اطلب امداد العون، وضياء الرجاء.. واذا بالقرآن الحكيم المعجز البيان يمدّني، ويسعفني، ويفتح امامي باب رجاء عظيم، ويمنحني نوراً ساطعاً من الامل والرجاء يستطيع ان يزيل اضعاف اضعاف يأسي، ويمكنه ان يبدد تلك الظلمات القاتمة من حولي.
نعم، ايها الشيوخ وايتها العجائز المحترمون، يامَن بدأت اوثاق صلتهم بالانفصام عن الدنيا مثلي! ان الصانع ذا الجلال الذي خلق هذه الدنيا كأكمل مدينة وأنظمها، حتى كأنها قصر منيف، هل يمكن لهذا الخالق الكريم الاّ يتكلم مع احبائه واكرم ضيوفه في هذه المدينة او في هذا القصر؟ وهل يمكن الاّ يقابلهم؟!!
فما دام قد خلق هذا القصر الشامخ بعلم، ونظمه بارادة، وزينه باختيار، فلابد انه يتكلم؛ اذ كما ان الباني يعلم، فالعالم يتكلم. وما دام قد جعل هذا القصر دار ضيافة جميلة بهيجة، وهذه المدينة متجراً