اجتماع طلاب النور في هذا الوقت دون ان يتضرر منهم احد انما يكون في (المدرسة اليوسفية). حيث ان اللقاء فيما بينهم في الخارج قد يثير الشبهة ويحتاج الى مصاريف، اذ كان بعضهم ينفق حوالي خمسين ليرة لاجل لقائي مدة لاتزيد عن عشرين دقيقة، او كان يرجع دون أن يتمكن من مقابلتي. لذا فأنا اتحمل ضيق السجن بل أتقبله مسروراً لاجل اللقاء عن قرب مع بعض اخوتي الاوفياء، فالسجن بالنسبة لنا اذن نعمة ورحمة.
الحكمة والفائدة الثانية
انه لابّد من الاعلان والتبليغ في كل جهة في وقتنا هذا عن خدمة الإيمان برسائل النور، ولفت أنظار المحتاجين اليها في كل مكان. فدخولنا السجون يلفت الانظار الى الرسائل، فيكون اذن بمثابة اعلان عنها، فيجدها اعتى المعاندين والمحتاجين فتكسر بها شوكة عنادهم وينقذون بها ايمانهم، وينجون من المهالك، وتتوسع دائرة مدارس النور.
الحكمة والفائدة الثالثة
ان طلاب النور الذين دخلوا السجن يتعرف كل منهم على احوال الآخر، ويتعلم كل منهم من الآخر السجايا الحميدة والاخلاص والتضحية، فلا يبالون بعدئذٍ بالمنافع الدنيوية في الخدمة النورية.
نعم انهم يوفقون بالظفر بالاخلاص الكامل لما يجدون ويرون من أمارات كثيرة تدل على ان كل ضيق ومشقة في المدرسة اليوسفية لها عشرة اضعافها من الفوائد المعنوية والمادية، ومن النتائج اللطيفة، ومن الخدمات الواسعة الخالصة للإيمان، بل قد تصل الى مائة صعف، وعندئذٍ لا يتنازلون لكسب المنافع الخاصة الجزئية.
وبالنسبة لي فان لأماكن الانزواء والمعتكفات هذه لطافة حزينة الاّ أنها لذيذة وهي كما يأتي: