اللمعات | اللمعة التاسعة والعشرون | 517
(516-573)

هذه اللمعة كتبت في التجريد المطلق في سجن (اسكي شهر) قبل عشرين سنة
بِسْمِ اللهِ الرَّحمْنِ الرَّحيْمِ
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه اجمعين.
ايضاح
لقد امتزج قلبي بعقلي منذ ثلاثة عشر عاماً ضمن انتهاج مسلك التفكر الذي يأمر به القرآن المعجز البيان كقوله تعالى ﴿لعلكم تتفكرون﴾﴿لعلهم يتفكرون﴾ ﴿أَوَ لَم يَتَفَكرُواْ فِي أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللهُ السمَوَاتِ وَالأَرضَ..﴾ (الروم:8) ﴿لآيات لقوم يتفكرون﴾ وامثالها من الآيات التي تحث على التفكر مثلما يحث عليه حثاً عظيماً الحديث الشريف كقوله y (تفكر ساعة خير من عبادة سنة)(1).
ولقد تواردت في غضون هذه السنوات الثلاثين على عقلي وقلبي ضمن انتهاج مسلك التفكر، انوار عظيمة وحقائق متسلسلة طويلة. فوضعت بضع كلمات – من قبيل الاشارات – لا للدلالة على تلك الانوار، بل للاشارة الى وجودها ولتسهيل التفكر فيها وللمحافظة على انتظامها.
وكنت اردد بيني وبين نفسي تلك الكلمات لساناً بعبارات عربية في غاية الاختلاف. وعلى الرغم من تكراري لها آلاف المرات خلال

------------

(1) قال الحافظ العراقي في تخريج الاحياء 1/58:
حديث تفكر ساعة خير من عبادة سنة: ابن حبان في كتاب العظمة من حديث ابي هريرة بلفظ ستين سنة باسناد ضعيف ومن طريقة ابن الجوزي في الموضوعات ورواه ابو المنصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث انس بلفظ ثمانين سنة واسناده ضعيف جداً، ورواه ابو الشيخ من قول ابن عباس بلفظ خير من قيام ليلة. اهـ. وانظر كشف الخفاء 1/310 والاحاديث المشكلة ص113.

لايوجد صوت