اللمعات | اللمعة الثلاثون | 580
(574-671)

الى الشمس الواحدة، ولم تُفسَّر على انها انعكاساتٌ لتجلي تلك الشمس الواحدة، للزم وجود شمسٍ حقيقية في كل قطرة ماء لماعة، وفي كل قطعة زجاج شفافة، وفي كل بلورة ثلج مشعة، حتى في كل ذرة من ذرات الهواء، كي يظهر ذلك الضوء الذي يعم الوجود!!
وهكذا؛
فالحكمة ضياءٌ، والرحمة الواسعة ضياء، والتزيين والموازنة والتنظيم والتنظيف كلٌ منها ضياء شامل محيط وشعاع من اشعة ذلك النور الازلي سبحانه.
فانظر الآن بنور هذا الايمان لترى كيف يسقط أهل الكفر والضلالة في مستنقع آسن لا يمكنهم الخروج منه. وشاهد مدى حماقة أهل الضلالة وجهالتهم! واحمد الله قائلاً:
الحمد لله على دين الاسلام وكمال الايمان.
نعم، ان هذا التنظيف السامي الشامل المشاهَد الذي يجعل قصر العالم طاهراً نقياً نظيفاً لهو تجلٍ من تجليات اسم (القدوس) ومقتضىً من مقتضياته.
وكما تتوجه تسبيحات المخلوقات جميعها الى اسم (القدوس) وترنو اليه، كذلك يستدعي اسم (القدوس) نظافة تلك المخلوقات وطهارتها(1) حتى عدّ الحديث الشريف (النظافة من الايمان) الطهور نوراً من انواره(2) لارتباطه القدسي هذا، واظهرت الآية الكريمة انالطُهر مدعاة الى المحبة الإلهية ومدار لها، في قوله تعالى:
﴿انَّ الله يحبّ التوابينَ ويحبّ المتطهرين﴾(البقرة:222).

--------------

(1) يجب الاّ ننسى: ان الخصال القبيحة، والاعتقادات الباطلة، والذنوب والآثام، والبدع، كلها من الاوساخ المعنوية. المؤلف.
(2) وردت في هذا المعنى احاديث كثيرة منها: (الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان..) رواه مسلم واحمد والترمذي عن ابي مالك الأشعري، (عن كشف الخفاء للعجلوني). المترجم.

لايوجد صوت