ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 26
(1-80)

"فقرة السيد سليمان(1) الذي عاونني في شؤوني طوال ست سنوات بوفاء خالص، ولم يثر غضبي وانا العصبي المزاج مزاولاً وظيفة كتابة المسودات باستمرار"
سيدي المحترم!
اقبل اياديكم اولاً، وارجو دعاءكم. فانا طالبكم واخوكم ومعاونكم في الامور، المدعو سليمان، قد طالعت ما قمتم بتأليفه من الانوار الى الآن، رسالة تلو رسالة. وشاهدت في كل منها من الانوار الساطعة ما هو كالشمس المنيرة. واستفدت منها ايّما استفادة، حيث وضّحت لي تلك الانوار طريق الآخرة ونوّرته وبينت لي كثيراً مما كنت اجهله في ذلك الطريق. فرضي الله عنكم. واعتذر عن بيان شكراني اليكم.
ولما كنت عاجزاً عن تصوير وتمثيل تلك الانوار في نفسي، تشبثت روحي فصورت مشاعري القلبية على هذه الصورة، اقدمها لكم راجياً عفوكم الكريم عن النقائص والاخطاء.
سيدي الكريم!
ان ما شاهدته من طعوم اللذة والسعادة في بحر رسائل النور، لم ار مثلها ابداً في حياتي الدنيا كلها. فلقد ادركت بعد محاكماتي الوجدانية، يقيناً:
ان كل رسالة من تلك الرسائل بحد ذاتها تفسير للقرآن الكريم، وان مطالعتها، مرهم سريع التاثير وترياق نافع للجروح المعنوية التي ابتلي بها المحرومون عن الانسانية وهم في صور اناسي. فانا بقريحتي الضئيلة هذه قد ادركت هذا الامر. واعتقد ان الزمان سيظهر قيمة هذه الرسائل، وانها ستكون انشودة تترنم بها الالسنة وتجول شرقاً وغرباً. وستبين لاوربا -باذن الله- كيف ان الاسلام نور إلهي ساطع.
اقبل اياديكم مرة اخرى، راجياً دعواتكم الكريمة يا سيدي.
طالبكم سليمان
[ماهية الملاحق]
-----------------------

(1) هو سليمان كروانجي الذي لازم الاستاذ النورسي وقام بخدمته طوال ثماني سنوات في منفاه بارلا وكان مثالاً للصدق والوفاء والاخلاص. توفي في سنة 1965 رحمه الله رحمة واسعة. المترجم.

لايوجد صوت