الرفيعة التي تقدمها رسائل النور، واطمأنوا بها. ولقد فقه اولئك الابطال بقلوبهم الواعية ورأوا ببصيرتهم النافذة الحقيقة الآتية:
ان خدمة رسائل النور هي انقاذ الايمان، اما الطريقة والمشيخة فهي تكسب المرء مراتب الولاية. وان انقاذ ايمان شخص من الضلال أهم بكثير واجزل ثواباً من رفع عشرة من المؤمنين الى مرتبة الولاية؛ حيث أن الايمان بمنحه للانسان السعادة الابدية يضمن له ملكاً أوسع من الارض كلها. أما الولاية فانها توسّع من جنة المؤمن وتجعلها أسطع وابهر. وكما ان رفع مرتبة انسان اعتيادي الى سلطان، أعظم من رفع عشرة من الجنود الى مرتبة القائد، كذلك الثواب اعظم واجزل في انقاذ ايمان انسان من الضلالة، من رفع عشرة من الناس الى مرتبة اولياء صالحين.
فهذا السر الدقيق هو الذي أبصرته القلوب النفاذّة لإخوانك في اسبارطة، وان لم تره عقول قسم منهم. ولهذا فضّلوا صداقة شخص ضعيف مذنب مثلي، على صداقة اولياء عظام بل على مجتهدين ان وجدوا.
فبناء على هذه الحقيقة:
لو ان قطباً من اقطاب الأولياء أو شيخاً جليلاً كالطيلاني، أتى الى هذه المدينة وقال لك سأرفع مرتبتك الى مرتبة الولاية في عشرة أيام، وذهبت اليه تاركاً رسائل النور، فلا تستطيع أن تصادق ابطال اسثارطة.