ولما كان لاهل الايمان وللابرياء من حيث القدر الالهي وجه رحمة ووجه عدالة في كل شئ، حتى في عذاب القحط. تُرى بأى طرز تكون هذه الرحمة والعدالة في هذا الأمر؟ ومن اية جهة يستفيد اهل الايمان ولاسيما طلاب رسائل النور من هذه المصيبة - من حيث الايمان والآخرة - وكيف يتصرفون معها ويقاومونها؟
الجواب: ان اهم سبب لهذه المصيبة هو العصيان النابع من كفران النعمة وعدم الشكر وعدم تقدير النعمة الالهية حق قدرها. لذا فان العادل الحكيم لاجل اراءة اللذة الحقيقية لنعمه ولاسيما الاغذية منها ولاسيما ما يخص الحياة ولاسيما النعمة الكبرى، الخبز.. ولبيان اهميته العظيمة ودرجته الفائقة من حيث النعمة، فانه سبحانه يسوق الناس الى الشكر الحقيقي - وفقاً لحكمته تعالى - فتنزل هذه المصيبة بالذين لا يشكرون ربهم ولا يراعون الرياضة الدينية في شهر رمضان. فعدلُه سبحانه وتعالى محض الحكمة.
ان مهمة اهل الايمان واهل الحقيقة ولاسيما طلاب رسائل النور هي السعي لجعل بلاء الجوع هذا وسيلة الالتجاء الى الله والندم على الذنوب والتسليم لأمر الله، وكالجوع الذي يصيب المرء عند مزاولته الرياضة الدينية في شهر رمضان، والحيلولة دون فتح السبيل امام التسول والسرقة والفوضى بحجة الضرورة، والسعي لدفع الزكاة الى اولئك الفقراء الجائعين الذين لا يرأف بحالهم قسم من الاغنياء وبعض اهل المرتبات، فيستمعوا لرسائل النور ويرأفوا بحالهم بشعورهم بهذا الجوع الاضطراري.. وجعل الشباب تلك الحادثة لصالحهم بدلاً من ان تكون بلاءً عليهم وذلك باسترشادهم برسائل النور فيستفيدوا منها استفادة الغيارى، حيث تحد المصيبة من طغيان نفوسهم وتحول بينهم وبين نزواتها واذواقها الدنيئة، فيدخلوا حظيرة الطاعة والخيرات، وينسحبوا - الى حدٍ ما - من الذنوب والفحش بعدما أطغوا نفوسهم بالاطعمة اللذيذة فأفقدوها وعيها وساقوها الى الطغيان والهوى