ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 6
(1-85)

من مخالب الضلالة المطلقة، لان المسلم لا يشبه غيره، فالذى يحل ربقته من الدين ليس امامه الاّ الضلالة المطلقة فيصبح فوضوياً ارهابياً، ولا يمكن دفعه الى الولاء بالادارة والنظام.
نعم في الوقت الذي نجد خمسين بالمائة ممن تربوا بالتربية القديمة لا يكترثون بالاعراف الشعبية والاسلامية، فانه بعد خمسين سنة يسوق تسعون بالمئة منهم هذا الوطن والامة - بنفوسهم الامارة بالسوء - الى فوضى ضاربة أطنابها. فلا شك ان التفكر في هذا البلاء العظيم ومحاولة التحري عن اسباب لدفعه، هو الذي دفعني قبل عشرين سنة الى ترك السياسة كلياً وعدم الانشغال مع اناسي هذا الزمان، مثلما دفع رسائل النور وطلابها الى قطع علاقتهم مع صراعات هذا الزمان. فلا مبارزة معهم ولا إنشغال بهم.
ومادامت هذه هي الحقيقة، فان الواجب الاول لجهاز العدالة ليس اتهامي واتهام طلاب النور، بل القيام بحماية رسائل النور وطلابها، لكونهم يحافظون على اعظم حق من حقوق الامة والبلاد، فان الاعداء الحقيقيين لهذه الامة والبلاد يهاجمون رسائل النور ويدفعون اجهزة العدالة - بعد خداعها - لارتكاب افظع المظالم وابشع الجنايات.
سأعرض انموذجين صغيرين جداً:
الاول: رسالة لرفيقي في السجن تتضمن الاستفسار عن الاحوال، وبرفقتها عشرة بنكنوت ثمن رسالة عربية لي لتعطى الى من دفع مصاريف الطبع في "اسبارطة". ضايقتني الدوائر العدلية والحكومة من جراء هذه الرسالة، واجرت تحرياً في مسكن من اصبح وسيلة للطبع. اقول: ان جعل هذه الرسالة التي لا اهمية لها - حتى بقدر جناح بعوضة - والمراسلة التي لم تتم الاّ في غضون ستة أشهر... كأنها مسألة عظيمة لا تليق بلا شك بكرامة العدلية وشرفها.
الانموذج الثاني: ان ترويع الناس من شخصي الضيف، الضعيف، الغريب، الشيخ، الذي برّأته المحاكم، بل حتى ترويع من يعينه في اموره الشخصية باطلاق دعايات مغرضة، بصورة رسمية، ومن ثم اقحامي في وضع مؤلم، لا يليق بالغيرة القومية لحكومة هذه الولاية.
نعم ان اطلاق الدعايات المغرضة والقاء الرعب في قلوب الناس، وجعل ضرر موهوم لا يساوي شيئاً كأنه ضرر جسيم، والاستفسار الدائم: مع من يلتقي؟. من يأتيه؟... وامثالها... لاشك ان حكمة الحكومة وحاكميتها لا ينبغي

لايوجد صوت