ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 7
(1-85)

أن تتنازلا الى هذه الحالة العجيبة... وعلى كل حال هناك مواد كثيرة تورث الحيرة لدى المطلعين عليها، كهذين الانموذجين.
ايها السادة!
ان دفع الضلالة والفساد سهل ويسير ان كانت آتية من الجهل، بينما إزالتها عسير جداً ان كانت آتية من العلم.
ففي هذا الزمان تأتي الضلالة من العلم، لذا لا يمكن ازالتها وإنقاذ من تردّى فيها من الجيل المقبل الاّ بان يكون لديهم مؤلفاً كاملاً كرسائل النور. والدليل على أن رسائل النور لها هذه القيمة هو:
انه لم يعارض رسائل النور - منذ عشرين سنة - احد من معارضي الاشداء الكثيرين ولا أحد من الفلاسفة المتعنتين ولم يستطيعوا - ولا يستطيعون جرحها... وكذا عدم عثور ثلاث دوائر عدلية والخبراء في مركز الحكومة على مادة تديننا بعد التحري في مئة كتاب طوال تسعة أشهر... وكذا ايراثها القناعة التامة لألوف المدققين من طلابها.
نعم ان عدم عثور محكمتين ومركز الحكومة وضباط امن لبضع ولايات ومحكمة دنيزلي على اية مادة توجب العقاب وتلحق الضرر بالامة والوطن في جميع الرسائل الخاصة والعامة منذ عشر سنوات. يثبت ان لرسائل النور حقوقاً عظيمة وكلية شاملة في هذا الوطن..
وحيث ان واجب دوائر العدل هو الحفاظ على الحقوق ومنع المتعدين من التجاوز، فان اهمال هذه الحقوق المهمة ومصادرة الرسائل كأنها اوراق اعتيادية، والاجحاف بحق الامة والمحتاجين الى انقاذ الايمان، مع وجوب الاخذ بنظر الاعتبار حق شخص اعتيادي باهتمام... ورغم ثبوت خدمة رسائل النور لسعادة مئة الف من الناس طوال عشرين سنة.. فاننا نذكركم ان هذا عمل لا ينسجم مع ماهية العدلية وحقيقة العدالة باي شكل من الاشكال.
اننا نخشى ان يكون التعرض لرسائل النور وعدم التعرض لمؤلفات كثيرة لزنادقة كالدكتور "دوزي"، وسيلة لنزول الغضب الالهي.
نسأل الله ان يرزقكم الانصاف والرحمة ويلهمنا الصبر والتحمل. آمين.
سعيد النورسي
في الحبس الانفرادي

لايوجد صوت