ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 52
(1-86)

﴿وان من شىء الاّ يسبح بحمده﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً دائماً
اخوتي الاعزاء الاوفياء، ويا طلاب النور لمدرسة الزهراء المعنوية!
عندما قدمت الى اسبارطه طرق سمعي انه ستفتح مدرسة الوعظ والخطابة والامامة فيها. فخطر على القلب:
فتح مدرسة نورية في الاماكن المجاورة من تلك المدرسة، وذلك لجعلها نوعاً من مدرسة نورية، اذ إن معظم الذىن سيسجلون فيها هم من طلاب النور.
وقد فهم من مجئ الرجال والنساء زرافاتٍ ووحداناً الى اسبارطة بعد يومين من مجيئي اليها، وبعد اشاعة الخبر وكأنني سألقي درساً عاماً للناس، انه لو فتحت مدرسة نورية شبه رسمية عامة فستكون مكتظة ومزدحمة لتوافد الناس اليها كما توافدوا لمشاهدتنا عند ذهابنا الى محكمة آفيون. ولاحتمال حدوث امثال هذه التجمعات التي لا معنى لها تركت تلك الخاطرة. ولكن خطرت هذه الحقيقة على القلب:
ليحوّل كل شخص بيته الى مدرسة نورية يتدارسون فيها مع اطفاله واهل بيته، وان لم يكن له احد وكان وحيداً فليتخذ مع بضع افراد من جيرانه احد المساكن مدرسة نورية يتدارسون فيه رسائل النور او يستمعون لها او يستنسخونها، وذلك في الاوقات التي يتفرغون فيها عن اعمالهم ومشاغلهم، إذ الانشغال بهذه الرسائل ولو لعشر دقائق يثيب صاحبه ثواب طالب علم حقيقي، فضلاً عن كسبه ثواب خمسة انوار من العبادات المذكورة في رسالة الاخلاص. علاوة على تحول عاداته ومعاملاته الاعتيادية لمتطلبات معيشته عبادة يثاب عليها، كما هي الحال لدى طالب العلم. هكذا ورد الى القلب وانا بدوري ابينه لاخوتي.
الباقي هو الباقي
اخوكم المريض
سعيد النورسي


[الدروس تنوب عني]

لايوجد صوت