الحزب الشعب الجمهوري العنصرية، فيغلبونكم. وهذا احتمال قوى، كما شعرت به. لذا فاننى قلق باسم الاسلام من هذا الوضع(1).
[مواجهة الاستاذ ]
باسمه سبحانه
يقول استاذنا:
"الى جميع اخوتي الاعزاء الراغبين في مقابلتي وزيارتي ابيّن لهم الآتي:
انني لا اطيق مقابلة الناس ما لم تكن هناك ضرورة، اِذ التسمم الحالي، والضعف الذي اعترى جسمي، وكذا الشيخوخة والمرض.. كل ذلك جعلني عاجزاً عن التحدث كثيراً. ولأجل هذا ابلّغكم يقيناً ان كل كتاب من رسائل النور انما هو "سعيد".
فما من رسالة تطالعونها إلاّ وتستفيدون فوائد افضل من مواجهتي بعشرة اضعاف، بل تواجهونني مواجهة حقيقية. فلقد قررت ان اذكر في دعواتي وقراءاتي صباح كل يوم اولئك الراغبين في لقائي لوجه الله بديلاً عن عدم استطاعتهم اللقاء، وسأستمر على هذا القرار".
ومنذ شهرين لا يستطيع استاذنا الكلام حتى مع من يعاونه في اموره، حيث ترتفع حرارته متى ما بدأ بالتكلم. وقد قال بناء على إخطار قلبى: "أن حكمة
------------------------------------------------------------------------------
(1) لقد ظهرت نتيجة سن القوانين الاعتباطية وتطبيقها السئ في عهد الحزب السابق، مسألة التيجانية(*)، فضلاً عن تحريضهم واثارتهم الناس. فلكي لا تقع مغبة هذه المسألة على الديمقراطيين المتدينين، وللحيلولة دون سقوطهم في نظر العالم الاسلامي ارى ان السبيل الوحيد هي:
مثلما احرز الديمقراطيون عشرة اضعاف قوتهم باعادة الاذان الشرعى، فان تحويل (اياصوفيا) الى وضعه العبادي السابق سيؤثر تأثيراً حسناً جداً في العالم الاسلامي، ويكسب لأهل هذه البلاد اهتمام العالم الاسلامي وودّهم.. وكذا على الديمقراطيين المتدينين الاعلان رسمياً عن حرية نشر رسائل النور التي لم تجد المحاكم فيها طوال عشرين سنة شيئاً ضاراً للبلاد، وقضت خمس محاكم ببراءتها. وبهذا تضمدون هذا الجرح فتكسبون اهتمام العالم الاسلامي فضلاً عن عدم تحميلكم جرائم ظالمة لغيركم.
في غضون يوم أو يومين نظرت الى الامور السياسية رغم اني تركتها منذ خمس وثلاثين سنة، وذلك لأجل الديمقراطيين المتدينين ولاسيما الافاضل من امثال عدنان مندرس.
سعيد النورسي
نحن طلاب النور شهود على هذه الحقيقة ومصدّقون لها.
جيلان، خليل، عثمان، حمزة، وغيرهم.
ــــــــــ
(*) وهى ان متنسبي الطريقة التيجانية قد قاموا بحملة كسر هياكل مصطفى كمال في شتى انحاء تركيا (1950-1952) وحوكموا من جرائها، وعلى إثرها سُنّ قانون صيانه مصطفى كمال وانقلاباته. ونفي زعيمهم محمد كمال بلاو اوغلو بعد انتهاء محكوميته الى جزيرة (بوزجا) للاقامة الاجبارية حتى وفاته سنة 1977. - المترجم.