ثانياً: ان تحت الكرة واسفلها هو مركزها وجوفها، فعلى هذا فان الارض حبلى ببذرة شجرة زقوم جهنم، ستلدها يوماً ما. بل الارض الطائرة في الفضاء ستبيض شيئاً كهذا،حتى ان لم تكن جهنم بتمامها في تلك البيضة فان رأسها او اي عضو منها مطوية فيها بحيث تتحد مع الدركات وسائر الاعضاء منها يوم القيامة وتبرز على اهل العصيان جهنم مهولاً عجيباً.
فيا هذا! الحساب والهندسة يمكنهما ان يأخذاك الى موضع جهنم وان لم تذهب أنت اليها. وذلك:
ان درجة الحرارة تتزايد درجة واحدة تقريباً في الارض بكل ثلاثة وثلاثين متراً في باطن الارض، بمعنى ان درجة الحرارة تكون في المركز ما يقرب من مئتي الف درجة- في الاغلب - فنسبة هذه النار المركزية الى درجة حرارتنا البالغة الف درجة هي مئتا مرة. وهذه تثبت نفس ماورد في الحديث المشهور(1) - ما معناه - من ان نار جهنم أشد من نارنا بمئتي مرة.
ثم ان قسماً من جهنم "زمهرير"، والزمهرير يحرق ببرودته. اذ قد ثبت في العلم الطبيعي؛ ان الحرارة تصل الى درجة تجعل الماء ثلجاً، وتحرق بالبرودة، حيث تمص الحرارة مصاً. أي ان النار التي تشمل جميع المراتب، قسم منها "زمهرير".
تنبيه:
------------------------------------------------------------
(1) عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهy: اشتكت النار الى ربها، فقالت: "يارب! أكل بعضي بعضاً، فجعل لها نفسين. نفسٌ في الشتاء ونفس في الصيف. فشدّة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها" رواه البخاري - كتاب الايمان، ابن ماجه 4319 والترمذي 2592.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول اللهy قال: "هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم". رواه احمد 24 / 164 (الفتح الرباني) واورده الهيثمي في المجمع 1 / 387 وقال: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح.