تنبيه:
ان القصد من هذا التفصيل : فتح طريقٍ لتمييز وفرز: التفسير عن التأويل.. والقطعي عن الظني.. والوجود عن الكيفية.. والحكم عن التفصيلات الجانبية.. والمعنى عن افراد المعنى.. والوقوع عن الامكان.
المسألة الخامسة
ان ما اشتهر من "ان جهنم تحت الارض"، فنحن معاشر اهل السنة والجماعة لا نعين موضعها على القطع واليقين، ولكن "التحتية" هي الظاهرة(1).
وبناءً على هذا اقول وبالله التوفيق:
اولاً: ان كرتنا الارضية ثمرة من ثمرات شجرة العالم العظيمة، عظمة شجرة طوبى، كما اثمرت سائر نجومها. فما تحت الثمرة يشمل تحت جميع اغصان تلك الشجرة. وبناء على هذا فـ "جهنم" تحت الارض بين تلك الاغصان، فمُلك الله تعالى واسع، وشجرة الخليقة منتشرة، اينما كانت جهنم فلها موضع بينها ولا تقتضي مسافة التحتية طولاً ولا اتصالاً بالارض.
وفي نظر الحكمة الجديدة: ان النار مستولية على اكثر ما في الكون، وهذا يشفّ عن: ان اصل هذه النار واساسها جهنم، ترافق الانسان الى الخلود وفي طريقه الى الابد، وستمزق يوماً ما الستار، وتبرز الى الميدان قائلة: تهيأوا!
وأود ان الفت نظركم الى هذه النقطة:
------------------------------------------------------------
(1) هذه المسألة فصّلها السؤال الثالث من المكتوب الاول ص9 - 12 . المترجم