محاكمات | المقدمة الاولى | 53
(1-90)

فذو القرنين - لا أقول اسكندر لأن الاسم لايسمح بذلك - قال بعض المفسرين في حقه انه: مَلَك، وقيل ملِك، وقيل: نبي، وقيل: ولي.. الى آخر ماقيل(1).
وعلى كل فهو مؤيد من عند الله ومرشد لبناء سد الصين.
اما السد فقال بعضهم انه: سد الصين، وقيل: غيره تحول جبلاً، وقيل: سد مخفي لا يطلع عليه، سترته انقلابات احوال العالم.. وقيل.. وقيل..
وعلى كل فهو ردم عظيم وجدار جسيم بني لدفع شر المفسدين.
أما يأجوج ومأجوج، فقيل: قبيلتان من ولد "يافث" وقيل: "المغول والمانضور" وقيل: اقوام شرقية شمالية، وقيل: طائفة من جماعة عظيمة من بني آدم يشيعون الفتنة والفوضى في الدنيا والمدنية.وقيل: مخلوقات لله تعالى آدميون او غيرهم في ظهر الأرض او في بطنها، يسببون فساد العالم عند قيام الساعة. اما جهة الاتفاق والامر القاطع: فهما طائفتان من مخلوقات الله كانتا اهل غارة وفساد على الحضارة والمدنية كأجل القضاء عليها.
اما خراب السد؛ فقيل: عند القيامة، وقيل: قريب منها، وقيل: يخرب بحيث يعدّ أمارتها وان كان بعيداً، وقيل: وقع الخراب ولكن لم يدكّ. وقيل وقيل...
وعلى كلٍ؛ فانهدامه علامة على كهولة الارض وشيب البشر.
فان وازنت بين ما ذكر آنفاً وقارنته يمكنك ان تجوّز ان السدّ المذكور في القرآن هو سدّ الصين، الطويل بفراسخ، ومن عجائب الدنيا السبعة المشهورة قد بني بارشاد مؤيدٍ من عند الله لصدّ شرور اهل البداوة عن اهل المدنية في ذلك الزمان.
نعم! فمن اولئك الهمج قبيلة "الهون" الذين دمّروا اوروبا. و"المغول" الذين خربوا آسيا.
ثم ان خراب السد من علامات الساعة، ولاسيما دكه غير خرابه. واذا ما قال النبيy انه من اشراط الساعة: "انا والساعة كهاتين"كيف يستغرب كون خراب السد من علامات القيامة بعد خير القرون؟ ثم ان انهدام السد بالنسبة

-----------------------------------------------

(1) فصلت (اللمعة السادسة عشرة) هذه المسألة. المترجم.

لايوجد صوت