المسألة الرابعة
سد ذى القرنين
كما علمت ان العلم بوجود شئ غير العلم بماهيته وكيفيته.
وان القضية الواحدة تتضمن احكاماً كثيرة، منها ضرورية، ومنها نظرية مختلف فيها.
وان المقلد المعاند اذا سأل احداً عما رآه في كتاب، وان كان محرفاً على وجه الامتحان والتجربة واجابه حتى عن معلومه الغائب عنه. فالجواب صحيح من جهتين:
اما انه صحيح مباشرة، يطابق الواقع. او بمايطابق معلوم السائل المعاند بالذات، او بالتأويل. فكلا الوجهين صحيح.
فالجواب الواحد اذاً يرضي الواقع، لانه حق، ويقنع السائل لانه يقدر على تطبيقه على معلومه، وان لم يكن مراداً. وفي الوقت نفسه لايجرح شأن المقام، لأن فيه - اي في الجواب - عقدة الحياة التي تستمد منها مقاصد الكلام بواعث حياتها.
وهكذا جواب القرآن.
سنميز بعد الآن الضروري من غير الضروري؛ ومن الاحكام الضرورية المفهومة في الجواب القرآني والتي لاتقبل الانكار: "ذو القرنين"(1) وهو شخص
-------------------------------------------------------
(1) فصلت اللمعة السادسة عشرة ص164 - 166 من اللمعات هذه المسألة. المترجم.