محاكمات | عنصر العقيدة | 114
(91-136)

اشارة: لقد ظهر الوف الانبياء عليهم السلام واعلنوا النبوة واثبتوا نبوتهم بمعجزاتهم التي تربو على الالوف. فجميع اولئك الانبياء الكرام يعلنون بمعجزاتهم بلسان واحد وجود النبوة المطلقة في نوع البشر، فهي برهان قاطع على النبوة المطلقة، صغرى البراهين. وهذا مايسمى بالتواتر بالمعنى او سمّوه ماشئتم من الاسماء، فهو دليل قوى.
تنبيه:
ان جهة الوحدة لهذه المحاكمات العقلية هي :
انه اذ اُخذت العلوم جميعها ونُظر الى ما كشفته بقواعدها الكلية من اتساق وانتظام.. ودُقق النظر في افعال واهية وامور ضعيفة تترابط وتتصل بخميرة تجمع مصالحها الجزئية المتفرقة، تلك هي اللذة او المحبة او امر آخر اودعته العناية الالهية في تلك الافعال والامور كما في المأكل والمنكح.. واذا عُلم عدم العبثية الثابت بشهادة الحكمة، وعدم الاهمال... فان النتيجة الحاصلة بالاستقراء التام هي:
ان النبوة التي هي قطب المصالح الكلية ومحورها ومعدن حياتها ضرورية لنوع البشر. فلو لم تكن النبوة لهلك النوع البشري. اذ كأنه ألقي من عالم مختل الى عالم منظم، فيخل بالقوانين الجارية العامة..
تنبيه:
ايها الأخ! فلو قبل هذا الفرض فكيف تجابه الانسانية سائر المخلوقات في العالم؟.. اذا انتقش في ذهنك صغرى براهين الصانع، فتهيأ لندخل الى مبحث كبرى براهينه وهو نبوة محمدy.
اشارة وارشاد:
البرهان الاكبر صادق. فاذا ما طالعت آثار الانبياء المنقوشة في صحيفة العبر في العالم ، واستمعت الى احوالهم الجارية بلسان التاريخ واستطعت ان تجرد الحقيقة - اي جهة الوحدة - من تأثير صور الزمان والمكان.. ترى: ان اموراً دفعت البشرية الى تسميتهم بالانبياء هي:
ان حقوق الله وحقوق العباد التي هي ضياء العناية الالهية وشعلة المحاسن المجردة، قد اتخذها الانبياء عليهم السلام دستور حركتهم.. ومعاملة الانبياء مع

لايوجد صوت