محاكمات | عنصر العقيدة | 116
(91-136)

(براهين نبوة محمد y)

مقدمة
ان كل حال من احوالهy، وكل حركة من حركاته دليل على صدقه .
نعم! ان عدم التردد في كل حركة من حركاته، وعدم مبالاته بالمعترضين، وعدم تخوفه من المخالفين.. شاهد على صدقه وجديته.
وان اصابته روح الحقيقة في اوامره كلها تدل على انه على الحق المبين.
نحصل من هذا: انه في الوقت الذي هو مبرأ من التخوف والتردد والاضطراب وامثالها من الامور التي تومئ الى الحيلة وعدم الثقة وفقدان الاطمئنان، تراه يلفت نظر اهل الدقة الى كل فعل من افعاله والى كل طور من اطواره، يلفتهم بالمبدأ على صدقه وفي المنتهى على اصابته الحق؛ اذ يعمل في اخطر المواقع دون تحرج وبقوة اطمئنان بالغ، ومن بعدذلك بلوغه الهدف في الختام بتأسيسه القواعد الحية المثمرة لسعادة الدارين، ولاسيما اذا لوحظ مجموع حركاته وامتزاجا، فالجدية واصابته الحق تشعان كالشعلة الجوالة، ويتجلى لعينك برهان نبوته من انعكاساتها وموازناتها.
اشارة: ان الزمان الماضي والزمان الحاضر - اي عصر السعادة النبوية - والمستقبل يتضمنان براهين نيّرة على النبوة، ويرددان بلسان واحد برهان ذاتهy بانه معدن الاخلاق العالية وداعي الصدق ودلال النبوة. فهذه الازمنة تدل وتعلن عن نبوته وتبينها حتى لمن فقد بصره، ولهذا سنطالع هذه الصحف الثلاث والمسالة العظمى من ذلك الكتاب.. وهي ذاته المباركةy، فنزوره ونبين مدّعانا الذي هو البرهان الاكبر.
وبناء على هذه النقاط فمسالك النبوة اربعة. والخامسة منها مشهورة مستورة.

لايوجد صوت