محاكمات | عنصر العقيدة | 122
(91-136)

صحراء العدم. تأمل في هذا، تر: ان حقائق الشريعة التي هي قوانين دقيقة عميقة جارية في فطرة العالم، كم حافظت على موازنة قوانين الفطرة وروابط الاجتماعيات التي بدقتها لاتتراءى لعقول اولئك القوم!!نعم! ان المحافظة على حقائق الشريعة، في هذه الاعصار المديدة، مع تلك المصادمات العظيمة بل انكشافها اكثر، يدل على ان مسلك الرسول الكريمy مؤسس على الحق الذي لايزول.فاذا عرفت هذه النكت الاربع مع هذه النقطة، فاستمع بذهن متفتح واسع يملك قوة في المحاكمة العقلية ودقة في الملاحظة، الى ما يأتي:ان محمداً الهاشميy مع انه امي لم يقرأ ولم يكتب، ومع عدم قوته الظاهرية وعدم ميله الى تحكم وسلطنة.. قد تشبث بقلبه - بوثوق واطمئنان، في موقع في غاية الخطر وفي مقام مهم - بامر عظيم، فغلب على الافكار، وتحبب الى الارواح، وتسلط على الطبائع وقلعمن اعماق قلوبهم العادات والاخلاق الوحشية المألوفة الراسخة المستمرة الكثيرة. ثم غرس في موضعها في غاية الاحكام والقوة - كأنها اختلطت بلحمهم ودمهم - اخلاقاً عالية وعادات حسنة.. وقد بدّل قساوة قلوب قوم خامدين في زوايا الوحشة بحسيات رقيقة واظهر جوهر انسانيتهم، ثم اخرجهم من زوايا النسيان ورقى بهم الى اوج المدنية وصيّرهم معلمي عالمهم، واسس لهم دولة عظيمة في زمن قليل. فاصبحت كالشعلة الجوالة والنور النوار بل كعصا موسى تبتلع سائر الدول وتمحوها. فاظهر صدقه ونبوته وتمسكه بالحق الى كل مَن لم تعم بصيرته.
فان لم تر صدقه ذاك فسوف يشطب اسمك من سجل الانسان!

المسلك الرابع
في مسألة صحيفة المستقبل، لاسيما مسألة الشريعة. لابد من ملاحظة اربع نكت فيها:
احداها: ان شخصاً لايكون متخصصاً، وصاحب مَلَكة، في اربعة علوم او خمسة منها، الاّ اذا كان خارقاً.

لايوجد صوت