محاكمات | عنصر العقيدة | 124
(91-136)

تنبيه:
ان الصدق يلمع في كل فعل وكل حال من افعاله واحوالهy. الاّ ان هذا لايلزم ان تكون افعاله واحواله خارقة، لان اظهار الخوارق والمعجزات لتصديق المدّعى ان لم تكن حاجة اليه، يكون الانقياد لقوانين عادات الله بالانسياق للنواميس الجارية العامة.
ايها الاخ! ان هذا التنبيه من طائفة مقدمة المسلك الاول، الاّ انه بسبب النسيان ضاع في الطريق فدخل هاهنا.
تفطن لهذه النكت، ونحن ندخل النتيجة:
ان الديانة والشريعة الاسلامية المؤسسة على البرهان ملخصة من علوم وفنون تضمنت العقد الحياتية في جميع العلوم الاساسية، منها: فن تهذيب الروح، وعلم رياضة القلب، وعلم تربية الوجدان، وفن تدبير الجسد، وعلم ادارة المنزل، وفن سياسة المدنية، وعلم انظمة العالم، وفن الحقوق، وعلم المعاملات، وفن الآداب الاجتماعية، وكذا وكذا...
فالشريعة فسّرت واوضحت في مواقع اللزوم ومظان الاحتياج، وفيما لا يلزم او لم تستعد له الاذهان او لم يساعد له الزمان، اجملتْ بخلاصة ووضعت اساساً، احالت الاستنباط منه وتفريعه ونشو نمائه على مشورة العقول. والحال لايوجد في شخص كل هذه العلوم، ولا ثلثها بعد ثلاثة عشر عصراً، في المواقع المتمدنة، ولا في الاذكياء. فمن زين وجدانه بالانصاف يصدق بان حقيقة هذه الشريعة خارجة عن طاقة البشر دائماً ولاسيما في ذلك الزمان.
والفضل ما شهدت به الاعداء:
فهذا "كارليل"(1) فيلسوف العالم الجديد، نقلاً عن احد حكماء الالمان واحد سياسييه، انه قال بعد ما انعم النظر في حقائق الاسلام: "ان كان الاسلام هكذا فيا

------------------------------------------------------------------

(1) توماس كارلايل (1795 - 1881) كاتب ومؤرخ وفيلسوف انكليزي، اراد والده البنّاء ان يكون إبنه قسيساً إلاّ ان كثرة شكوكه حول الدين حالت دون ذلك، مرّ بمعاناة نفسية دامت زهاء سبع سنوات، انتهى به المطاف بالاستقرار على مسائل الايمان. ألقى سلسلة من المحاضرات، تناول في احداها عظمة الرسولy، وأثنى عليه وبيّن انه النبي الحق ودحض افتراءات كثيرة. جمع تلك المحاضرات في كتابه المشهور (الابطال). اوصى بتوزيع ثرواته الى الطلاب الفقراء، وايداع مكتبته في جامعة هارفرد الامريكية. ترك آثاراً عميقة في ثقافة الانكليز ونظرتهم الى العالم(باختصارمن YENI LUGAT عن دائرة المعارف التركية).

لايوجد صوت