محاكمات | عنصر العقيدة | 129
(91-136)

محض وعين البلاغة ولب الهداية انه مناف للارشاد ومباين له. وان تتخيل ماهو عين الكمال في البلاغة نقصاً فيها؟!.
فيا هذا أهكذا البلاغة في ذهنك السقيم: تكليف بتغليط الاذهان وتشويش الافكار، وبما لا تهضمه العقول، لعدم ملاءمة المحيط واعداد الزمان.. كلا بل [كلم الناس على قدر عقولهم] دستور حكيم. فان شئت فراجع المقدمات، ولاسيما المقدمة الاولى وتأمل فيها جيداً.
 اما الجواب عن الريب الثالث:
وهو امالة بعض ظواهر الايات الى منافي الدلائل العقلية:
تدبر في المقدمة الاولى. ثم استمع الى: ان المقصد الاصلي للشارع الحكيم من ارشاد الجمهور محصور في اثبات الصانع الواحد والنبوة والحشر والعدالة. لذا فذكر الكائنات في القرآن انما هو تبعي واستطرادي، للاستدلال. اي الاستدلال بالنظام البديع في الصنعة - الظاهرة لافهام الجمهور - على النظام الحقيقي جل جلاله. والحال ان اثر الصنعة ونظامها يتراءى في كل شئ. وكيف كان التشكل فلاعلينا اذ لا يتعلق بالمقصد الاصلي.
تنبيه:
من المقرر ان الدليل ينبغي ان يكون معلوماً قبل المدّعى، لذا قد اُميل ظواهر بعض النصوص لاتضاح الدليل واستئناس الافكار بالمعتقدات الحسية للجمهور، لا ليدل عليها بل قد نصب القرآن في تلافيف آياته امارات وقرائن ليشير الى ما في تلك الاصداف من جواهر والى مافي تلك الظواهر من حقائق لاهل التحقيق.
نعم ! ان الكتاب المبين الذي هو كلام الله انما يفسر بعضه بعضاً. اي ان بعض الايات تبين ما في ضمائر اخواتها. لذا قد تكون بعض الايات قرينة لاخرى، فالمراد ليس المعنى الظاهري.
فلو قيل في مقام الاستدلال: تفكروا في سكون الشمس مع حركتها الظاهرية، وحركة الارض اليومية والسنوية مع سكونها الظاهر. وتأملوا في غرائب الجاذبية العمومية بين النجوم، وانظروا الى عجائب الكهرباء، والى

لايوجد صوت