مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 21
(1-45)

وقولوا: "لقد صدقت" وليكن هذا التصديق دَيْناً في اعناقكم. ان معاصري هؤلاء وان كانوا لايعيرون سمعاً لأقوالي، لندعهم وشأنهم. انني أتكلم معكم عبر أمواج الاثير الممتدة من الوديان السحيقة للماضي - المسمّى بالتأريخ - الى ذرى مستقبلكم الرفيع.. ماحيلتي لقد استعجلتُ وشاءت الاقدارُ أن آتي الى خضم الحياة في شتائها.. أما أنتم فطوبى لكم ستأتون اليها في ربيع زاهر كالجنة، ان ما يُزرع الآن ويُستنبت من بذور النور ستتفتح أزاهير يانعة في أرضكم.. نحن ننتظر منكم لقاء خدماتنا، أنكم اذا جئتم لتعبروا الى سفوح الماضي، عوجوا الى قبورنا، واغرسوا بعض هدايا ذلك الربيع على قمة "القلعة"(1) التي هي بمثابة شاهد قبر مدرستي، والمستضيفة لرفاتنا وعظامنا والحارسة لتراب "خورخور"(2) سنوصي الحارس ونذكّره... نادونا... ستسمعون صدى "هنيئاً لكم" ينطلق من قبورنا [ولو من الشاهد على طيف الضيف].
ان عيون هؤلاء الذين يرتضعون معنا ثدي هذا الزمان في قفاهم تنظر الى الماضي دوماً، وتصوراتُهم شبيهة بهم معزولة وبلا حقيقة، هؤلاء الصبيان وان كانوا ينظرون الى حقائق هذا الكتاب(3) ويتوهمونها خيالاً.. فلا أبالي، لأنني على ثقة من أن مسائل هذا الكتاب ستتحقق فيكم واضحة.
أيا من أخاطبكم، ألا معذرةً، اني اصرخ عالياً، وأنا معتلٍ منارة العصر الثالث عشر الهجري، ادعو اولئك المدنيين المتحضرين صورةً وشكلاً والمتهاونين في الدين حقيقة، والذين يجولون في أودية الماضي السحيق فكراً.. ادعوهم الى الجامع.. فيا ايتها القبور المتحركة برجلين اثنتين، ايتها الجنائز الشاخصة! ويا أيها التعساء التاركون لروح الحياتين كلتيهما.. وهو الاسلام، انصرفوا من أمام باب الجيل المقبل، لا تقفوا امامه حجر عثرة، فالقبور تنتظركم.. تنحّوا عن الطريق ليأتي الجيل الجديد الذي سيرفع أعلام الحقائق الاسلامية عالياً ويهزها خفاقة تتماوج على وجوه الكون.
س: ان أسلافنا كانوا أفضل منا أو مثلنا، فهل يكون احفادنا أفسد منّا؟
ج: ايها الأتراك والأكراد، لو أنني أقمت اجتماعاً عظيماً، ودعوت أجدادكم من قبل ألف سنة وكذا اولادكم من بعد عصرين.. دعوتهم جميعاً الى المجلس الصاخب لهذا العصر، ألا يقول اجدادكم الذين اصطفوا يميناً: 
------------------------------------------------------------------
(1) المقصود قلعة مدينة "وان" التي هي بمثابة شاهد قبر للمدرسة الدارسة (خورخور) والتي تمثل نموذجاً لمدرسة الزهراء في وان - المؤلف.
(2) اسم نبع صغير اسفل قلعة (وان) وعنده مدرسة المؤلف. المترجم.
(3) انه ينبئ بحس مسبق عن كليات رسائل النور التي ستؤلف في المستقبل - المؤلف.

لايوجد صوت