مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 6
(1-45)

س: لقد فسّروا لنا "الحرية" تفسيراً خاطئاً سيئاً، وكأن الانسان مهما فعل - في كنف الحرية - من سفاهات ورذائل وفضائح لا يؤاخَذ عليها مادام لم يضرّ بها الناس... هكذا أفهمونا الحرية، اَهي كذلك؟!.
ج: ان الذين فسّروها هكذا، ما اعلنوا الاّ عن سفاهاتهم ورذائلهم على رؤوس الاشهاد، فهم يهذرون متذرعين بحجج واهية كالصبيان، لأن الحرية الحسناء ماهي الاّ تلك المتأدبة بأداب الشريعة والمتزينة بفضائلها، وليست تلك التي في السفاهة والرذائل. بل تلك حيوانية وبهيمية وتسلط شيطاني، ووقوع في أسر النفس الأمارة بالسوء.
ان الحرية العامة هي المحصّلة الناتجة من حريات الأفراد، ومن شأن الحرية عدم الاضرار سواء بالنفس اَو بالآخرين.
[على ان كمال الحرية، ان لايتفرعن، وان لا يستهزئ بحرية غيره، ان المراد حق لكن المجاهدة ليست في سبيلها](1)
س: كم رأينا من لايفسّر الحرية كما تفسّرها أنت، مع ان أفعال اعضاء من "جون تورك" تخالفك في التفسير ويناقض قولهم قولك، اِذ اِن بعضهم يفطرون في رمضان ويشربون الخمر ويتركون الصلاة...
فهيهات ان يصدُق مع الأمة من خانَ الله ولم يصدق في امتثال أمره تعالى؟
ج: اَجل، نعم! لكم الحق... ولكن الحمية شئ والعمل شئ آخر، وعندي ان القلب أو الوجدان الذي لم يتزيّن بالفضائل الاسلامية لا تُرجى منهُ الحمية الحقة والوفاء الصادق والعدالة الخالصة. ولكن لأن الصنعة غير الفضيلة، فقد يقوم الفاسق برعي الاغنام رعياً جيداً، وقد يصلّح شارب الخمر ساعةً باتقان حين لايكون سكرانَ، ولكن وا أسفى على ندرة الذين جمعوا النورَين معاً: نور القلب ونور الفكر، أو بعبارة أخرى الفضيلة والصنعة، فهم نادرون لا يكفون لملء الوظائف، فاذاً اِما الصلاح واِما المهارة... واذا تعارضا فالمهارة مرجحة في الصنعة.
واعلموا كذلك ان السفهاء التاركين للصلاة، ليسوا بـ "جون تورك" بل هم "شين الترك" اي فاسدون، فهم روافض "جون تورك" مثلما لكل شئ روافضه، فروافض "الحرية" هم السفهاء. 
----------------------------------------------
(1) لا تستعجل... الجملة تعنى ان صاحب جريدة (الميزان) (مراد) هو محق ورئيس تحرير جريدة (طنين) (حسين جاهد) على خطأ. المؤلف.

لايوجد صوت