مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 7
(1-45)

ايها الاتراك والاكراد! انصفوا... هل يُرفَض الحديث الشريف وينكر اذا أوّلَه الرافضي تأويلاً فاسداً أو عمل بخلافه، أم يخطّأ الرافضي حفاظاً على منزلة الحديث الشريف وكرامته؟.
اَلا ان الحرية هي: ان يكون المرء مطلق العنان في حركاته المشروعة مصوناً من التعرض له، محفوظ الحقوق ولايتحكم بعضٌ في بعض، ليتجلى فيه نهي الآية الكريمة: ﴿ولايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله﴾(آل عمران:64) ولايتأمّر عليه غير قانون العدالة والتأدب، لئلا يُفسِد حرية اخوانه.
س(1): فما لنا اذن نحن معاشر البدو، نحن احرار منذ القدم، فقد ولدتْ حريتُنا توأماً معنا، فليفرح بها الآخرون من غيرنا، فالأمر لايهمّنا.
ج: نعم، ان حب تلك الحرية والشغف بها هي التي جعلتكم تتحملون مشقات البداوة التي لا تطاق، وان سلوككم المفعم بالقناعة هو الذي اغناكم عن محاسن المدنيّة البرّاقة، فزهدتم فيها. ولكن أيها البدو! ان مالديكم من الحرية هو نصفها، والنصف الآخر هو عدم المساس بحرية الآخرين. ثم ان الحرية الممزوجة بالبداوة وبالعيش الكفاف، توجد منها ايضاً في حيوانات الجبال والبراري القريبة منكم، وفي الواقع لو كانت هناك لذة وسلوان لهذه الحيوانات فهي في حريتها تلك...
ولكن أين أنتم من تلك الحرية الانسانية الساطعة كالشمس وهي معشوقة كل روح، وصنو جوهر الانسانية، وما هي الاّ التي تربّعت على قصر سعادة المدنية وتزيّنت بحلل المعرفة وحُليّ الفضيلة والتربية الاسلامية.
س: لقد قيل في حق هذه الحرية التي تثني عليها:
[حُريّةٌ حَرِيّةٌ بالنار، لانها تختص بالكفار] فما تقول في هذا القول؟
ج: ان ذلك المسكين الشاعر قد ظن الحرية مسلك البلشفية ومذهب الإباحية. كلاّ، بل الحرية بالنسبة للانسان تولّد العبودية لله سبحانه، وقد رأيت كثيرين يهاجمون "السلطان عبد الحميد" اكثر من هجومهم على " الاحرار"(2).. وكانوا يقولون: انه على خطأ لقبوله "الحرية" و "القانون الأساس"(3) قبل ثلاثين سنة" هكذا ! فما ظنكم بقول قائل حَسِبَ الاستبداد الذي اضطر اليه السلطان 
----------------------------------------------------
(1) هذا سؤال البدو الرحل الساكنين في الخيم السوداء. - المؤلف.
(2) الاحرار: هو حزب معارض لجمعية الاتحاد والترقي وذلك في الفترة القصيرة التي بدأت قبيل عزل السلطان عبد الحميد، حتى استئثار جمعية الاتحاد والترقي بالحكم. المترجم.
(3) اي الدستور بالتعبير الشائع حالياً والذي يعّين صلاحية الحاكم والحكومة والبرلمان، ويحدد الخطوط الرئيسية لسياسة الدولة وقوانينها. المترجم.

لايوجد صوت