مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 8
(1-45)

عبدالحميد حريةً، وارتعد من القانون الاساس الذي هو اسم دون مسمّى! فما قيمة قوله ياتُرى؟ هذا ولقد قال مجاهدٌ خدمَ الاسلام عشرين سنة: [حريةٌ عطيةُ الرحمن اذ إنها خاصية الايمان](1).
س: كيف تكون الحرية خاصية الايمان؟
ج: لأن الذي ينتسب الى سلطان الكون برابطة الإيمان ويكون عبداً له تتنزّه شفقتُه الايمانية عن التجاوز على حرية الآخرين وحقوقهم، مثلما تترفع شهامتُه الايمانية وعزته عن التنازل بالتذلل للآخرين والانقياد لسيطرتهم واكراههم.
نعم. ان خادماً صادقاً مخلصاً للسلطان لايتذلل لتحكّم راعٍ وسيطرته، كما لا يتنازل أن يفرض سيطرته على مسكين ضعيف. فبمقدار قوة الايمان اذن تتلألأ الحرية وتسطع. فدونكم خير القرون، العصر السعيد، عصر النبوة والصحابة الكرام.
س: هيهات! نحن عوام كيف نصير أحراراً تجاه الشخصيات الكبار أو الاولياء والصلحاء والعلماء العظام، أوَ ليس من حقهم ان يتحكموا فينا لمزاياهم، فكيف لانكون اسراء فضائلهم؟
ج: ان شأن الولاية والمشيخة والعظمة: التواضع والتجرد، وهما من لوازم الفضيلة وخصائص الكمال ورفعة الشأن، لا التكبر والتحكم.. فمن تكبّر فهو صبي متشيّخ وطفل متكهّل، فلا تعظّموه..
س: لِمَ يكون التكبّر علامة التصاغر؟
ج: لأن لكل شخص نافذة يشاهد فيها ويطل منها على المجتمع، تلك هي مرتبة الشهرة والكرامة. فاذا كانت تلك النافذة ارفع من قامة استعداده، يتطاول بالتكبر، اما اذا كانت اخفض من قامة همته يتواضع بالتحدب ويتخفض كي يشهد في تلك المرتبة ويُشاهد.
س: حسناً جداً. لقد رضينا بأن الحرية حسنة جميلة، ولكن تبدو حرية الروم والارمن شوهاء. وتسوقنا الى التوجس وقلق البال، فما رأيك فيها؟
ج:
اولاً: ان حريتهم الاّ يُظلَموا، ولايُخلّ براحتهم، وهذا أمر شرعي. أما مازاد على هذا فهو تعدّ منهم تجاه طيشكم وسوء تصرفكم، أو استغلال لجهلكم. 
----------------------------------------------
(1) تعريف جميل. المؤلف.

لايوجد صوت