تعليقات | مقدمة | 13
(1-93)

ثم ان المعنى الحقيقي لكونه مطلوباً في الكناية لابد له من الامكان. ولكونه تبعياً كالحرف لايلزم ان يوجد...
وفي المجاز(1) لكونه متصوراً لفائدة(2) البلاغة فقط، غير مطلوب من حيث هو معنى. فلابد فيه من قرينة مانعة للمعنى الحقيقي عقلاً او حساً او عادة.. ومن قرينة معينة للمراد، وقد تتحدان(3). وفي الكناية من قرينة(4) منتقلة ومعينة، وفي المشترك المعينة فقط.
[فصل في الكليّ والجزئي](5 

----------------------

(1) اعلم ان المعنى المجازي لابد ان يكون مقصوداً من الكلام ومطمحاً للنظر، اما كان الحقيقة يقال، باعتبار انه مدار الحكم؛ كالاذن للجاسوس والعين للرقيب.
والفرق هو: ان الانتقال من الحقيقة تابعاً او متبوعاً الى مثله - كذلك ظاهر كالانتقال من الاسد الى الشجاع في الاستعارة، ومن الاصابع الى الانامل في المرسل، ومن كثير الرماد الى السخاوة وقس!..
واما الانتقال من التابع او المتبوع اعتباراً الى مقابلتها.. كذلك فباعتبار المقام ، بان كان التابع الحقيقي مقصوداً من الكلام ومداراً للحكم؛ كالشجاع في الاستعارة، والانامل في المرسل، والسخاوة في الكناية. فتقول: (رأيت شجاعاً وانا مٌلهم في اذانهم، وزيد سخي.. وتريد منها الاسد والاصابع وكثرة الرماد لتكون الامثلة على تمامها. والا فيتداخل امثلة الاقسام. ولكن الغالب في الاستعارة والكناية من الحقيقي الى مثله. اما في المجاز فكثير.(تقرير)
(2) في المرسل.. ومتخيل في الاستعارة.
(3) بل تتحد.
(4) وهو يكون منتقلة.
(5) المفرد والمركب قسمان. للفظ اولاً وبالذات. وللمعنى ثانياً وبالعرض. والكلي الجزئي بالعكس.(تقرير)

لايوجد صوت